أبٌ وإبنٌ ليسا من عالم البشر ،لقد فاق نقائهما الخلق أجمعين ..!
كانا يحملان سراً عظيماً ومسؤولية عظمى
ذلك السر الذي لن يتحمل أحد حصوله اليوم إلا المخلصون !
إذا طلّا على النّاس كالشمس في أول شروقها تتغازل خيوطها مع قلوبهم فتجعلها منبسطة مطمئنة ..
كانا في خلقهما وصبرهما تخضع لهما الجبال الضخام الرصينة
عندما يسألهما السائل أمراً يعطيانه بإبتسامة تزيل الآلام !
لقد أتى اليوم الذي إستعد فيه الوالد الحكيم الرضي النقي التقي للِقاء ربه ،لكن قلبه متلهب على ولده -الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره- ومايحمله من سرّ !
كان الأب عاشقاً لولده وفخوراً به بأنه سيحكم الأرض وينيرها ويملأها قسطاً وعدلاً بعد الظلم والطغيان والقتل والدماء والفتن الذي سيحدث على الأرض !
كأني به الليلة يمسك بيد ولده وعيناه الإماميتان الملكوتيتان تفيضان بالدموع مع إبتسامة ثغره النقية التي يشرق منها النور .. ممزوجة بألم السُم وألم الفراق ،ليودع معشوقه وحبيبه مهدي الأمم
لقد كان الأبن على درجة عالية من الإيمان وقد عاهد أباه بالصبر والنصر على الأعداء ..
عند رحيل الوالد المساند سيكون الولد غريباً وحيداً يتصدى سهام قومه ويتألم لهم حتى يأذن الله بأمره ..
آه ..لفقدك ياأبا إمام زماننا ،وآه لحزنه عليك ..
آه لفراقكما 💔
عظم الله لك الأجر يامولاي ياصاحب الزمان .
سجى الغزي
|