بحذر وترقب شديد تفاءلنا بفرح وسعادة من الخطوات الأيجابية لحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بقيادة رجب طيب اردوغان , وتوجهاتهم نحو الديمقراطية والانفتاح على العالم , وتحسين صورة الدولة التركية على خلفية التاريخ الأسود للدولة الكمالية بعد اعلان الجمهورية التركية , وخصوصا ً أبادة الأرمن والكورد والقوميات والأقليات في تركيا من أجل مباديء تركيا الحديثة والكمالية . لكن مع الأسف خاب ظننا والعالم معنا , قبل أيام قامت القيامة في تركيا بعد مصادقة البرلمان في فرنسا على قانون معاقبة مرتكبي جريمة إبادة الأرمن في تركيا . لان الحكومة التركية تفاوض الأتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الأنسان من أجل تحسين صورتها القبيحة .
منذ فترة طويلة الطيران التركي مستمر في التجاوزات على حدود أقليم كوردستان وقصف القرى والمزارع بحجة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني PKK ولكن متابعة وملاحقة من ؟ وهم في الأمان في جبال معاصي قنديل من اجل قضية , والقتلى مجرد أطفال ونساء ورجال وشيوخ مدنيين وناس أبرياء لايرتبطون بصلة لامن قريب ولا من بعيد مع حزب العمال الكوردستاني PKK .
قبل فترة وجيزة أعتدوا على السيارات في طرقات مدن وقرى مدينة هه ولير وتسببوا في قتل العديد من الأبرياء , لكن أنكروا ذلك رغم صرخات العالم , ولكن سبحانه عز وجل عرف كيف يثبت للعالم بأن هؤلاء مجرمين بحق الأنسانية بكل معنى الكلمة , حيث وقعوا في فخ أعلامهم والعالم بكل وقاحة , بعد ان قامت الطائرات بقصف مجموعة من المهربين وبغالهم , على الحدود بين تركيا وأقليم كوردستان في منطقة شرناخ الكوردية ( قرية روبوسكي ) وتسببوا في مجزرة كبيرة وأستشهد أكثر من 35 قرويا ً عزل ولاعلاقة لهم أيضا بمقاتلي حزب العمال الكوردستاني PKK.
لنكن نحن طرفا ً محايدا ً ونتابع الأعلام التركي , حيث تناقلت الوكالات والفضائيات التركية بأن هؤلاء القتلى القرويون وبعلم الحكومة في المنطقة وأنقرة هم مهربي المواد الغذائية والمحروقات من مدن وقصبات الأقليم و يستمدون مواردهم بين الحين والأخر عبر الطرق الوعرة . ومساء يوم الخميس المصادف 28كانون الاول رصدوا المجموعة وظنوا أنهم مقاتلي حزب العمال الكوردستاني PKK ويحاولون التسلل الى الاراضي التركية , بعد انتظار لآكثر من ثلاث ساعات اعطوا الاوامر الى الطيران الحربي لتحويل المنطقة الى جهنم عبر قنابل محرومة دوليا ً ولم يعرفوا أن هؤلاء مجرد مهربي المحروقات وتحولوا الى اشلاء , والقوات التركية علموا بالموقف بعد فوات الاوان وبزوغ نهار يوم الجمعة .
انها جريمة وابادة جماعية بحق الناس الأبرياء و وفعلوا ذلك عمدا ً لانهم يعلمون جيدا ً أن المنطقة كوردية والمقتول هو كوردي , إن كان قرويا ً أو من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني PKK وفي الأمرين ذو فائدة كبيرة لهم لتنفيذ جرائمهم . وليعلم العالم ومن يؤيد هؤلاء العسكر أن الله مع الحق , أجلا ً أم عاجلا ً ستكون هناك دولة كوردستان وشوكة في عيون الأعداء , ولايمكن أبادة الكورد بهذه الأفعال الجبانه . ويكفي الضحك على ذقون الأغبياء وأدعاءاتهم بأنهم مؤيدي ومناصري الثورات العربية , أو انهم ذاهبون لتحرير غزة من الحصار الأسرائيلي ومؤيدي حقوق الانسان في سوريا .
أين منظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن , والى متى ؟ أين منظمات حقوق الأنسان ؟ كم من جريمة حصلت , وكم من ابرياء قتلوا منذ قرن من الكورد في العراق وايران وتركيا وسوريا , والى متى اجهاض الحقوق القومية والوطنية للكورد . فليخجل الحكومة التركية من أفعال العسكر , وتخجل السيدة أمينة أردوغان , عقيلة السيد رجب طيب أردوغان , لآنها كوردية , وترى وتسمع الجرائم والأبادة , وليخجل اعضاء حزب العدالة والتنمية كحزب أسلامي في الحكم , لآن شعاراتهم كاذبة ومخادعة ومظلله للشعب . وليخجل المسؤولين والوزراء الكورد في الحكومة التركية من هذه الافعال الجبانة. |