مما يميز محاضرة المنبر الحسيني أنها تخاطب شرائح المجتمع على كثرتها وتنوعها معلومات وثقافة وتخصصا، وهذا يتطلب من خطيب هذا المنبر توظيف مقتبسات من الروايات والأدب والقصص والحكم والمواعظ وغيرها ،بما يسهم في شد المتلقي إلى المنبر ويوضح الفكرة ويستل الملل.
وضمن سلسلة “قراءة في كتاب” والتي تنشرها وكالة “شفقنا” اعتبر سماحة الشيخ فيصل الكاظمي في كتاب “شواهد الخطباء” أنه اذا لم يورد خطيب المنبر الحسيني، من الشواهد الأدبية والعلمية والمعلوماتية التي تزين محاضرته، وتميز خطابته، فإن ذلك يشكل قدحا فيه وبمستواه الخطابي.
الكتاب الصادر عن دار المحجة البيضاء، والمتوفر في مكتبة الشيخ بهاء الدين العاملي العامة في بيروت، يقع في 399 صفحة ،ويتألف من ثمانية فصول هي، القرآن الكريم، الأخلاق، علوم، مواعظ، حكم، لطائف، إحصاءات يهدف منها الكاتب إلى توفير المزيد من الجهد والوقت على الخطيب، فإذا كان موضوعه قرآنيا، فله أن يقرأ المعلومات القرآنية المتوافرة في الفصل الأول، وإذا كان موضوعه في جانب أخلاقي، فعليه مراجعة الفصل الثالث، لعله يجد ضالته، وهكذا في بقية الفصول.
ويشير الشيخ الكاظمي إلى أن هذا لا يعني أن المعلومات الموجودة في فصل ما، لا يوجد ما يوافقها في فصل آخر، فربما تذوق الخطيب شاهدا في فصل ما ليوظفه في محاضرة تحمل عنوان فصل آخر، داعيا القارئ الكريم إلى أن يقرأ الكتاب كله، وأن لا يكتفي بالتوقف عند كل فصل، من أجل تحصيل المزيد من الإحاطة وثم الإستفادة والتوظيف.
ويقول الشيخ الكاظمي في مقدمة كتابه أن المعلومات تكتسب أهميتها في كثير من الأحيان، مع معرفة مصدرها ومنطلقها، ولكن مع الأسف، لم يجد بعض معلومات هذا الكتاب محددة المصادر، ذلك لأنه كان يكتبها، وطوال هذه السنين الطويلة، كمعلومات شخصية له ولمنبره، ولم يكن يخطر بباله أنها ستطبع.
ويضيف الشيخ الكاظمي كملاحظة أخيرة لخدام المنبر الحسيني الشريف، أن هناك فرقا كبيرا، بين عالم الكتاب وعالم المنبر، فليس كل ما يقرأ في الكتب، يكون ملائما لطرحه على المنبر مع اختلاف الظروف وتباين الأوضاع، وتنوع المتلقين، مؤكدا ان على خطيب المنبر الحسيني أن يتميز بذوق فني وحس إجتماعي وسبر علمي، في كيفية طرح الفكرة واسلوب بيانها للجمهور.
ومن أبرز المصادر التي اعتمد عليها الكاتب: القرآن الكريم، نهج البلاغة، أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين العاملي، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة للشيخ أسد حيدر، التربية والتعليم في الإسلام للشيخ مرتضى مطهري، سفينة البحار للشيخ عباس القمي، عقليات إسلامية للشيخ محمد جواد مغنية. مستعينا ببعض المصادر الصحفية ومن المجلات وأبرزها: أخبار الخليج، البيان، الحياة، الشرق الأوسط، الموسك، المختار.
|