كان وجهه مُشرقًا كقلبه ذلك هو علي
يسير بخطوات تأدّبية عاشقة نحو كربلاء ..
بعد إسبوع ستكون ذكرى أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام "
جاء علي اليوم مع "المشاية " ليسير الى قبلة الأحرار سيد الشهداء
ليُزكّي نفسه ويطهّرها ..
توقف علي لأداء الصلاة عند إحدى المواكب ،
صلَّى فريضتي الظهر والعصر ،جلس يُسَبّح تسبيح الزهراء -عليها السلام -، وقراءة دعاء الفرج .
كان يجلس بجانبه شاب ينظر إليه بدهشة
عندما انتهى علي من صلاته وأراد القيام مسك ذلك الشاب بيده ،وقال له إنتظر لحظة !
علي : تفضل أخي بخدمتك ؟
الشاب : هل يمكنك أن تجلس قليلًا أريد أن أبوح لكَ بقِصّتي ؟
علي : بكل تأكيد أنا أستمع .
الشاب : أنا إسمي مجتبى مصاب بمرض السرطان قالوا لي : اذهب لزيارة الأربعين واطلب الشفاء بشفاعة الحسين "عليه السلام" لعلك تُشفى .
وأنا شاب لاأُصلِ او قل صلاتي متقطعة ، وقد رأيتك وأنت تُصلي ، وانا في مكاني قد خشعت جوانحي ،وشعرت باللهفة للصلاة حيث لم أرَ شخصا في حياتي (اصدقائي ، عائلتي ..) يصلي هكذا ، ولم أختلط برجال مؤمنين لأتعلَّم منهم ، فقد كنت أركض وراء الدنيا ومغرياتها حتى أصبحت خاملًا في الإقبال على الله .
لذلك أرجو منك أن تُعلِّمني صلاة كصلاتك الجميلة هذه ، لألتقي بمولاي الحسين وأنا طاهر ،وأقول له مولاي أنا صرتُ أصلي كماتريد ، ولست مجتبى ذلك الشاب الذي قد آذاك بأعماله وأفعاله الصبيانية القبيحة !
علي بإبتسامة عريضة وعيونه تلمع ثأثرًا بقصة مجتبى :
تعال ياعزيزي مجتبى سأعلِّمُكَ كيفية الصلاة لاخشوعها ، فخشوعها منك وفيك .
والدليل على أنك لازلت على نور الفطرة هو تأثرُكَ بصلاتي لله ،فكيف اذا صليت أنت هذه الصلاة لله ؟
أتَعْلمْ يامجتبى أنك ستفرح قلب الحسين وستفرح قلب إمام زمانك (صلوات الله عليهما )؟
سيرحبان بك ويحتضنانك ،بسم الله توكل هيا الى الصلاة ..
مجتبى بقلب متلهف ودموع غزيرة :
يااالله عليك توكلت ولك إهتديت .
|