• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحسين و أبعاد ثورته المعطاء .
                          • الكاتب : رشا عبد الجبار ناصر .

الحسين و أبعاد ثورته المعطاء

في كل عام تمر ذكرى الطف ذكرى الحرية والكرامة ، حيث أبى الحسين بن علي عليهما السلام في ظل الظروف آنذاك ،

القبول بتقديم البيعة ليزيد بعد هلاك معاوية بن أبي سفيان

نظرا لما فعله بنو امية فترة حكمهم للمجتمع الإسلامي وتسلطهم على مقدرات الدولة، وطغيانهم وظلمهم وتسلطهم على الضعفاء والفقراء

، فكانت ثورة الحسين عليه السلام ثورة ضد الاحكام الجائرة لبني امية بعد ما فعله معاوية في فترة حكمه من الظلم والفساد.

وتعذيب الناس خصوصا الموالين لأهل البيت عليهم السلام ،

فيزيد كان لا يؤمن بدين او كتاب ، وهو انسان فاسق شارب للخمر، ومثل الحسين سبط النبي الأكرم صلوات الله عليه لا يبايع مثل يزيد الذي كان يسعى إلى محو الاسلام و إخماد شعلة الإيمان في قلوب المسلمين من خلال سياسة القتل والتعسف والتهديد والوعيد وممارسة كل الوسائل التي من شأنها شل حركة المجتمع الإسلامي واسكات كل صرخة مناوئة لحكمهم ، فضلا عن تماديهم في ظلمهم و طغيانهم ، وحقدهم على الإسلام وعلى بني هاشم بالتحديد ، لذا فقد قام الحسين عليه السلام بالثورة لإصلاح الأوضاع المزرية التي نتجت عن خلافة يزيد ومن قبله معاوية ،

فكان دأب بنو امية وعلى رأسهم أبو سفيان النيل من الاسلام وتقويض أركانه ومحو آثاره ، فكان لا بد من قيام ثورة الطف الخالدة للدفاع عن بيضة الاسلام وللحد من انتشار ما حاول آل امية بثه في المجتمع الإسلامي من عادات سيئة وأفكار مشينة لا تمت إلى الاسلام بأي صلة ،

إن نهضة الامام الحسين عليه السلام نهضة عظيمة تارة بمنفذها وقائدها وتارة أخرى بأهدافها وتطلعاتها

•           فمن جهة إن كل نهضة قد أتت أكلها لا بد أنها كانت على قدر من العطاء والمسؤولية في كافة الاتجاهات ، وبما أن الحسين عليه السلام هو القائد وهو سبط النبي الأكرم صلوات الله عليه ، و هو امام مفترض الطاعة فكل أفعاله حجة ولا يفعل اي شيء مهما كان بسيطا لهوى او رغبة ، ويجب عليه درء الأخطار عن دين جده المصطفى صلى الله عليه واله ، ولقد رأى سيد الشهداء انه لابد من التضحية لأجل الإصلاح ولو كانت هذه التضحية بنفسه الشريفة و اهل بيته واصحابه ، لذا فقد حزم امتعته الى العراق مصطحبا نساءه واطفاله معه ، فالقوم يطلبون اليه مبايعة يزيد على ما هو عليه من الفسق والفجور ، فضلا عن انتهاكه الحرمات التي حرمها الله تعالى ، و ما بين الجرائم التي ارتكبها بنو امية وبين الرسائل التي وصلت إلى الامام الحسين عليه السلام من اهل الكوفة ، ولقد تباينت الآراء من خلال المصادر التاريخية بشأن الغاية من هذه الرسائل فبعضها كان لطلب حكومة عادلة مثل حكومة الإمام علي عليه السلام متمثلة بالإمام الحسين عليه السلام وبعضها كان من اجل الإيقاع بالطرفين الحسين والامويين أمثال الخوارج وبعض الرسائل كانت من المتملقين للسلطة فهم يميلون مع كل ريح بحسب ما تقتضي مصالحهم ، إن ثورة الطف مشروع إصلاحي عظيم تمتد آثاره حتى آخر يوم على وجه البسيطة ، فقد رسخ الامام بدمه الطاهر ودماء اهل بيته و اصحابه أوتاد الحق والحقيقة وصارت الثورة دافعا لكثير من الثورات التي حدثت بعد هذه الثورة العظيمة ، فضلا عن القيم التي زرعتها في كل عصر وجيل إذ إن شعار هيهات منا الذلة صار عنوان كل نهضة ضد الظلم والطغيان في كل زمان ، وأصبح حريا بكل الأحرار في العالم السير على خطى أبي الأحرار عليه السلام لينتصروا في قضاياهم المصيرية ، فقد كان يوم العاشر من عاشوراء موعد غلبة الحق على الباطل ، والفضيلة على الرذيلة ، وانتصار الدم على السيف ، فعلى صوت الحقيقة وخفقت راية الاسلام عالية ، المتمثل بعقيلة الطالبيين عليها السلام فقد حملت بعد استشهاد أخيها راية الحق، واعتلت صرح المواجهة ببلاغتها العلوية وصبرها وصلابتها رغم المصائب التي واجهتها والمسؤولية العظيمة التي انيطت بها، الا انها وقفت وقفتها المشهورة متوعدة الظالم بمصيره الاسود بما سفك من دماء اهل بيت النبوة ، فزينب تلك السيدة العظيمة هي كانت رسول ثورة الحسين عليه السلام وصبرت على تلك المصائب التي تخر لهولها الجبال ، محتسبة ذلك كله في سبيل آلله تعالى، فنطقت بالشكر والحمد وكامل الرضا والاطمئنان ،عندما وضعت يديها تحت جسد الإمام "اللهم تقبل منا هذا القربان "، ولو لم تكن كذلك لما اختارها الامام الحسين عليه السلام لتكون إعلامية ثورة الطف ؛ فضلا عن تولي رعاية اليتامى والنساء والمحافظة عليها،

لم تنته ثورة الطف باستشهاد الامام الحسين واصحابه ، بل بدأت رحلة الخلود فكانت ولادة جديدة وعهد جديد ، ولادة جديدة بما سعى الحسين عليه السلام لإحياء ذكره وإعلاء رايته ، فكان الحسين خالدا بخلود الأهداف الذي بذل دمه الطاهر لأرسائها وتثبيتها ، وعهد جديد للحرية والكرامة والعيش الكريم ،




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=125812
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 10 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15