أسعار الطماطم .. مجاملات سياسية وتبعية اقتصادية

يقف المواطن العراقي منذ عدة أيام محتاراً امام بائع الخضار وهو ينظر الى الطماطم وقد ارتفع سعرها الى حد جاوز المعقول، وقد لا تكون حيرة المواطن العراقي نابعة من رغبته في شراء الطماطم، ففي النهاية يمكن الاستغناء عنها امام سعرها المرتفع جداً،،، بل ان حيرته من أسباب ارتفاع سعرها ؟

ان رهن الاستقرار الداخلي لأي بلد بالصادرات الأجنبية هو خطر فادح يقوده نحو التبعية السياسية والاقتصادية ويجعل من البلد المستورد ريشة وسط رياح رغبات البلد المصدر ، وهنا تكمن المشكلة العراقية فهو مستورد لكل شيء ومن كل الاتجاهات، فالعراق دائماً ما يتصدر قائمة اكثر الجهات المستوردة لكثير من الدول مثل الصين وتركيا وايران وغيرها الكثير من الدول التي ربط العراق الاستقرار الداخلي لأسواقه باستيراداته من هذه الدول ، بالإضافة الى ان الاستيراد المتزايد والمفتوح وفق سياسة الإغراق السلعي والتي ابتلي بها الاقتصاد العراقي لها تبعاتها السلبية المتعلقة بالكثير من المشاكل الاقتصادية والزراعية مثل ارتفاع نسب البطالة بين أبناء الشعب العراقي لتوقف عناصر الإنتاج والاكتفاء بالاستيراد من الخارج لإشباع الاحتياجات الداخلية، بالإضافة الى موت الالف الهكتارات من الأراضي الزراعية نتيجة هجرها من قبل الفلاحين لعدم توفر الدعم الحكومي الكافي للقطاع الزراعي مثل الأسمدة والمبيدات والمكائن الحديثة والعجلات الناقلة ومعالجة شحة المياه وغيرها من العقبات التي يجب ان تضعها الحكومة العراقية القادمة في اعلى قائمة أولوياتها لإيجاد الحلول المناسبة اذا ارادت ان تحقق اكتفاء ذاتي حقيقي يضمن للمجتمع العراقي استقراراً كاملاً يجعله بعيداْ عن الضغوطات الخارجية التي تهدد امنه المجتمعي .