بعد عدة ايام قليلة يؤذن فينا مؤذن قافلة العشق الحسيني وينطلق شهر الحزن والأسى..شهر محرم الحرام الذي سفكت في يوم عاشوراءه دماء العترة الطيبة من آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وازكى التسليم...
وقد استفزني واجج مشاعري ذلك الصوت الذي انبعث من اعماق كربلاء الحسين والعباس وزينب والقربة والماء والعطش... وصاغ صداه ذلك الموقف الذي تبنته المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف دام ظلها الوارف ( ممثلة الإمام عج) بالطلب من وكيلها وثقتها المبرز المفضال سماحة السيد أحمد الصافي دامت بركاته (خادم أبي الفضل العباس عليه السلام) بإيصال الماء إلى أهلنا الكرام المضحين في البصرة الصابرة ذكرني ذلك المشهد بموقف سيد الشهداء عليه السلام حينما قال لأبي الفضل العباس عليه السلام أطلب الماء للعيال فشمر بطل كربلاء عن ذراعيه وواجه المنيا وجها لوجه حاصدا رؤوس الغدر واشياع الضلالة في سبيل ايصال الماء إلى بقية النبوة ومخدرات الرسالة مجسدا اسمى معاني الإنسانية والولاء لإمام زمانه ع واليوم تكرر نفس الموقف حينما طلب المرجع الأعلى دام ظله الوارف من ثقته بجلب الماء إلى أهلنا في البصرة الصابرة فشمر سماحته عن ذراعيه وأصبح همه ومجهوده في إنجاز هذه المهمة المقدسة وتوفير الماء.
إن إيصال الماء إلى المظلومين والمستضعفين هي رسالة العباس عليه السلام في كل زمان وواحدة من مواهبه السنية ورسائله الخالدة التي جسد من خلالها اروع تجليات عاشوراء الحسين عليه السلام في كربلاء.
وكما وفى العباس عليه السلام بإيصال الماء إلى العيال أوفى مرة اخرى بإيصاله إلى شيعته ومحبيه في البصرة عن طريق خادمه المطيع المبرز السيد الصافي.
العباس ع والماء قصة عاسوراء الخالدة.
فسلام على السقاء عليه السلام يوم ولد ويوم استشهد ويوم يسقي محبيه يوم اللقاء الأكبر.