ركّز الدين الإسلامي وبمضامين واضحة في القرآن الكريم ،والأحاديث الشريفة على أنّ الزواج لابُدّ أنْ يكونَ إلهيًّا نورانيًّا أيّ الذي يوصلك لله ..
فالزواج : هو تلك العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة التي تجعل كُلًا منهما نفس واحدة ، متمسكة بعشق الله المطلق الملتمسة قربه ووصاله .
فلايمكن أن تكون هذه العلاقة المقدسة مقدسة ربّانية ؛حتى تكون غايتها الوصول الى الله وتقوية العلاقة به وتكوين أسرة ،فـمجتمع مبني على تقوى الله .
#الزواج : هو ليُكمِل كل من الرجل والمرأة دينه أي" وصاله لله " ، فإذا لم تتحقق هذه النتيجة وهذا القرب الإلهي وهذه القدسية ؛ فالزواج هنا يكون مجرد علاقة عادية دنيوية قد تدوم او لاتدوم وقد تطرأ عليها الكثير من المشاكل والعراقيل وهذا مما يؤدي الى سوء تربية الأبناء ومايلحقها من آثار دنيوية سيئة .
نأتي للقرآن ماذا يقول ؟
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم
الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) النور
وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) النور
هذه الآيات القرآنية تُركّز على الصلاح والسكينة والإيمان ولن تتحقق إلا بالزواج الربّاني الصحيح الذي يهدف ويصل الى الله .
عن أبي عبد الله الصادق "صلوات الله عليه " قال : قال رسول الله "صلى الله عليه وآله " : (من تزوج أحرز نصف دينه ) (١)
فإحراز نصف الدين هو من غايات الزواج ، فالزواج الذي لايُكمل الدين أو يحرز نصف الدين ، أو يوصلك لله فليس بـتلك العلاقة القُدسيّة القويمة التي يُريدها الله !
هناك كلام للشيخ حبيب الكاظمي قال مرة مامضمونه : أنه ليس كل زواج هو احراز نصف الدين فقد يكون العكس ، قد يتسافل بدل أن يتكامل !
اذاً : الزواج الصحيح الإسلامي هو في قمّة القداسة والشرف وأعظم من أن يكون مجرد ماديات وشهوات وظواهر (كما ينظر له المجتمع اليوم ) ، بل هو تكامل ورفع الدرجات ووصول روحي الى مراحل روحانية مُتقدمة .
فالمتزوج -كما في الرويات - صلاته تعدل صلاة الأعزب !
فعن الإمام الصادق "عليه السلام" قال : (ركعتان يصليها المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب ) (٢)
وبهذا نصل : الى أنّ الزواج لابُدّ أن نعتبره وسيلة روحية للسلوك والتكامل الإنساني الى غاية عظمى وهي الوصول الى مرحلة القرب الإلهي .
____________
(١)وسائل الشيعة : ج١٤، ص٣ .
(٢)نفس المصدر : ج١٤، ص٥ .
|