شاء القدر والزمان ان أقيم وأدرس في هذه المدينه الجميله على البحر الاسود وأبحث عن تاريخها الاغريقي.. فالأوديسة هي واحدة من ضمن الملحمتين الأغريقيتين الكبيرتين المنسوبتين إلى هوميروس وهي جزئيا تعتبرتتمة مكمله لملحمة الإلياذة الملحمتان تعتبران ركنا اساسيا من الادب الغربي والعالمي وهما تعتبران اقدم عمل غربي مازال موجودا وكتبتا قبل نهاية القرن الثامن قبل الميلاد في (ايونيا ) على الساحل الغربي للانضول الذي كان يسيطر عليه الاغريق والاوديسه هي الملحمه التي خلدة اسم هوميروس اكثر من الالياذه وهي تركز على قصة عودة المحارب (أودسيوس أو يوليسيس بالاتينيه او عوليس في العربيه ) الى مدينته (ايثاكا) وكما كان يعرف بالاساطير الرومانيه .. وقصة الاوديسه ملحمه متفرعه من قصة حروب طرواده كما اشرنا لها في الجزء الاول عن مختصر الالياذه علما ان جزيرة إيثاكا في بحر ايجه على مرمى حجر من طرواده والرحله قام بها اوديسيوس شملت كل البحر المتوسط وقد كررها احد الباحثين الفرنسيين وهو( فيكتور بيرار) وبدل ان يحمل خريطه سياحيه حمل معه الاوديسه نفسها ودهش حين وصل الى الاماكن التي وصلها اودسيوس بدقه بالغه ..وهذا مايدل على ان هوميروس الشاعرنفسه قد زار تلك الاماكن ايضا او اصغى لحكايات البحاره عن الاماكن التي شاهدوها في رحلة العوده مايميز اسطورة (هوميروس) في هذه الملحمه الشعريه هو اعلاء شأن البطل حيث لم تعرف العقليه اليونانيه حينها فكرة البعث الجماعي وهكذا بقيت لأسطورة العالم الآخر في أدبيات هوميروس خصائصها المتميزة وظلت الرحلة البحرية أهم طابع للأساطيرالأخرى في الأدبيات اليونانية أضف إلى ذلك البعد الفلسفي التأملي لهذه الأسطورة التي كانت نواة أساسية لعدة فلسفات وعقائد كما هي العقيدة الأورفية وفلسفة المثاليه الأفلاطونية وكما تميزت هذه الأسطورة بطابعها القصصي الدرامي مما جعلها لبنة خاصة في أدبيات الإغريق وملاحمهم ..فالقصه هي احدى الملاحم التي صاغها الشاعر الاغريقي اليوناني (هوميروس) في تاريخ تلك الحروب .. وتروي قصة الاوديسيه ماحدث لبطلها (اودسيوس) بعد انتهاء حرب طرواده وفي طريق عودته بحرا من طرواده الى مملكة (ايثاكا) فتلقى اودسيوس متاعب ومغامرات كثيره وقاسى فيها من كثيره والقصه يتحدث فيها الشاعر عن الوان البطوله والقوه والحب ومواجهة الضروف القاسيه التي لا يصبر عليها الا اشجع الشجعان وايضا تلتزم ملحمة الاوديسه بوحده فنيه واخلاق ساميه أكثر عمقا منذ بداية رحلة عودته الطويله الى بيته بجزيرة (ايثاكا) فبعد سقوط طرواده استغرقت رحله أودسيوس عشرة سنوات ليصل (إيثاكا) التي تسمى اليوم (أثينا عاصمة اليونان ) واثناء غيابه افترض انه مات وكان على زوجته (بنلوبه وإبنه تلماخوس) ان يتعاملوا مع مجموعه من الملاحقين الذين لم يتقيدوا بنظام او وازع اخلاقي ويتنافسون على طلب يد زوجته (بنلويه) الجميله للزواج من احدهم والغائب زوجها أودسيوس وتقرأ الملحمه اليوم كما ترجمة الى اللغات المعاصره (بيونانية هومر) وألفت باسلوب شفهي من قبل (اودسيوس) وكان الغرض منها ان تنشد اكثر مما تقرا كتفاصل الاداء الشفهي الحكواتي القديم ومايزال تحويل القصه الى عمل مكتوب يلهم جدلا عند الدارسين والباحثين وتنقل بعض الروايات ان هوميروس كان منشدا ... وكتبت الاوديسيه بلهجه شعريه يونانيه وتظم 12,110 اثنى عشر الف ومائه وعشرة بيت شعريا ومن بين اكثر عناصر النص إثارة الاعجاب بالحبكه التي تبدوا عصريه وغير خطيه والاحداث تعرض بطريقة الاعتماد على الاختيارات التي قامت بها النساء والخدم واعتمادهم افعال الرجال المتقاتلين وفي مختلف اللغات اصبحت كلمة اوديسه كنايه عن رحلة ملحميه .. تنقسم الملحمه الى 24 جزءا يسرد فيها الشاعر رحلات الملك (اودسيوس او اوليس او عوليس)ومغامرات عودته السعيده الى موطنه في جزيرة (إيثاكيا) التي قد غادرها قبل عشرين سنه ووفاء زوجته بانتظار عودته وهي تتصدى لمحاولات الاغراء والضغط عليها لترك زوجها اودسيوس واختيار زوجا جديدا لها بعد فقدان أثر زوجها وإعتقادهم بانه قتل في حين هو بعد تحطم سفينته وغرقها في طريق العوده للوطن احتجزته الحوريه (كاليبوس) في جزيرة (أوكيكيا)لمدة سبعة سنوات ..وانتشر خبر موته بعد عودة المحاربين الى بيوتهم ولكن بسبب غضب اله البحر (بوسيدون او بوصيدون) على اوديسيوس ملك (إيثاكا أوغيثاكا) تمتلئ رحلته بالمشاكل التي يضعها في طريقه الاله (بوسيدون) اله البحر او بسبب تهور بحارته وعدم التزامهم بالاوامر التي يصدرها لهم ويبقى في مدة رحلت العوده عشر سنوات يواجه خلالها الكثير من المخاطر وطوال تلك الفتره تبقى زوجته (بينيلوبي) بانتظاره وفية حافظة العهد ممتنعة عن الزواج على الرغم من العروض الكثيره التي تلقتها من النبلاء خاصة بعد وصول اغلب المحاربين باستثناء زوجها ورجاله وتنتهي الملحمه بوصوله الى (أيثاكا أو غيثاكا )وقيامه بالانتقام من النبلاء اللذين اضطهدوا زوجته خلال فترة غيابه ...
|