لاريجاني «يحمي» روحاني ويستبعد مقاضاته

لاريجاني «يحمي» روحاني ويستبعد مقاضاته

حاول المرشد الإيراني علي خامنئي تقليل أهمية استجواب الرئيس حسن روحاني في مجلس الشورى (البرلمان) الثلثاء،

 متحدثاً عن خلافات «طبيعية» بين المسؤولين. لكنه حضّ الحكومة على العمل «ليل نهار» لتسوية المشكلات الاقتصادية في ايران، ولوّح بالتخلّي عن الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، معتبراً أنه وسيلة، وليس هدفاً، ونبّه إلى ضرورة الامتناع عن «التعويل على أوروبا» لإنقاذه.


لكن الضغوط على روحاني لم تتراجع، إذ وقّع نوابٌ عريضة لمساءلة وزير التربية والتعليم محمد بطحائي، بعدما طالب آخرون الثلثاء باستجواب وزير الصناعة والمناجم والتجارة محمد شريعتمداري. وكان البرلمان عزل وزيرَي العمل والمال.

وكبح رئيس البرلمان علي لاريجاني مسعى نواب إلى إحالة ملف روحاني على القضاء، بعدما أعلنوا عدم رضاهم عن الأجوبة التي قدّمها، حول أربعة من أسئلتهم الخمسة، في ملفات بينها البطالة وانهيار الريال الإيراني. وأعلن لاريجاني أن الأمر «لن يحال على القضاء، إذ أن أسئلة النواب لم تتمحور حول نقض القانون أو عدم الامتثال له».

في لاهاي، كان لافتاً أن محامي إيران محسن محبي شدد أمام قضاة محكمة العدل الدولية، على ضرورة أن تُجمَد «فوراً» العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة على طهران، قائلاً: «الوقت ينفد بالنسبة إلى إيران. ملايين الناس يعانون بشدة من العقوبات».

وعلى رغم ذلك، حضّ وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، على «بذل جهدهم لتخصيص 5 في المئة من الموازنة للدفاع». وبرّر الأمر بوجوب تأمين «إمكانات في الصناعات الدفاعية، تعزّز القدرات (الإيرانية) الرادعة».

وأبلغ مصدر فرنسي «الحياة» أن تقريراً نشرته وكالة «رويترز» عن توصية فرنسا ديبلوماسيّيها وموظفي الخارجية بالامتناع عن زيارة ايران، صحيح وسببه أن باريس تخشى عليهم، بعد اعتقال ديبلوماسي إيراني في النمسا، لاتهامه بإعداد خطة لتفجير مؤتمر سنوي نظمته في فرنسا أخيراً، حركة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة.

وأضاف أن طهران ما زالت تعدّ عمليات إرهابية في أوروبا، تستهدف معارضين إيرانيين، مشيراً إلى أن باريس تخشى أن يحاول النظام الإيراني خطف أحد ديبلوماسيّيها أو الاعتداء عليه.

إلى ذلك، أشاد خامنئي بجلسة المساءلة التي خضع لها روحاني في البرلمان، معتبراً أنها بمثابة «عرض عظيم لقوة ايران والثقة بالنفس التي يمتلكها المسؤولون». ورأى أن خلافات المسؤولين أمر «طبيعي»، لافتاً إلى ضرورة أن تمتنع وسائل الإعلام عن تغطيتها، بحجة أن ذلك «قد يقلق الشعب». وتابع خلال لقائه روحاني ووزراءه: «نحتاج إلى أن نكون أقوياء اقتصادياً. على المسؤولين أن يعملوا بجدية، ليل نهار لتسوية المشكلات».

واعتبر خامنئي أن الاتفاق النووي «ليس هدفاً، بل مجرد وسيلة... وإذا وصلنا إلى خلاصة مفادها أنه لم يعد يحفظ مصالحنا القومية، سنتخلّى عنه». وأضاف أن «لا مانع من العلاقات مع أوروبا أو مواصلة المحادثات معها»، لكنه نبّه إلى ضرورة «الامتناع عن التعويل عليها» لإنقاذ الاتفاق. وتابع: «يجب أن ننظر إلى وعودها بتشكيك». وجدّد رفضه التفاوض مع الولايات المتحدة، معتبراً أن «الأميركيين يريدون المناورة والقول إنهم تمكّنوا من إخضاع إيران وسحبها إلى طاولة المفاوضات».

على صعيد آخر، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي أن بلاده اعتقلت «عشرات الجواسيس» في هيئات حكومية، وطالب مواطنيه بـ «الإبلاغ عن أي شخص يحمل جنسيتين».

وأعلن أن طهران «جندت عضواً في حكومة دولة قوية معادية»، في إشارة إلى وزير الطاقة الإسرائيلي السابق غونين سيغيف الذي اتهمه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي بالتجسس لإيران.