• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كرامة الامام الحسين ع للعلامة الاميني صاحب الغدير  .
                          • الكاتب : الشيخ عقيل الحمداني .

كرامة الامام الحسين ع للعلامة الاميني صاحب الغدير 

من يقرا في سيرة صاحب الغدير يجد ان العلاّمة الأميني ذائباً في محبّة أهل البيت (عليهم السلام) متفانياً في ولائهم، منكبّاً على نصرتهم، مُقدّما كل ما يملك من أجل إحياء ذكرهم ونشر سيرتهم العطرة في مختلف أنحاء العالم.

وقد أشار الآقا بزرك الطهراني إلى ذلك، فقال ما مضمونه: إنّ من خصوصيّات العلاّمة المحبّة والولاء الشديدين لأهل البيت (عليهم السلام)، بحيث يمكننا القول: إنّ الغدير هو أثر من آثار هذه المحبّة، فقد كان شديد التأثّر بمصاب الامام الحسين (عليه السلام) وكان يبكي لمصابه بصوتٍ عالٍ بحيث يلتفت الجميع إلى تقلّب حاله ويتأثّرون لتأثّره، ونستطيع القول: إنّ المجلس الذي يحضره العلاّمة الأميني وتُذكر فيه مصائب أهل البيت (عليهم السلام) يحسّ الجميع وكأنّ أحد المعصومين (عليهم السلام) حاضر في المجلس، وأعظم ما يتجلّى فيه جزع هذا المُخلص لأهل البيت (عليهم السلام) إذا ذُكرت في المجلس مصيبة الصدّيقة الزهراء (عليها السلام) فإنّه يبكي بشدّة ويحمرُّ وجهه وكأنّ عرضه قد أُصيب بسوء.

عنايات أهل البيت (عليهم السلام): لايخفى أنّ العلاّمة الأميني حظي بعنايات كثيرة من أهل البيت (عليهم السلام) حتى ألّف موسوعة الغدير. ومن هذه العنايات الحسينية ما نقله السيّد عباس الكاشاني أنّ العلاّمة الاميني ( قدس سره) قال: احتجتُ إلى كتاب (ربيع الأبرار) للزمخشري عند تأليفي للغدير وكان الكتاب آنذاك نادراً ولا يوجد منه سوى ثلاث نسخ خطيّة إحداها كانت عند أحد العلماء تُوفّي وورثها أحد أبنائه.

ذهبت إلى منزل الولد وطلبت منه أن يعيرني الكتاب فرفض، وكلّما أصررتُ عليه أن يعيرني إيّاه ولو ليوم واحد امتنع، وفي الأخير قلت له: إسمح لي أن أُطالع الكتابَ في بيتك فرفض.

بقيت مدّة حائراً ماذا أصنع وأيّ باب أطرق، فلم أجد بدّاً من الاستعانة بالعلماء، فطلبت من السيّد أبي الحسن الأصفهاني والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء أن يتدخّلا في القضية فتدخّلا ولكن لم يُجدِ الأمر، ولمّا يأستُ منه توجّهتُ إلى حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) وتوسّلتُ به وشرحتُ له الحال وعدتُ إلى منزلي وقد سهرت طيلة الليل، وفي أواخر الليل أخذتني غفوة فرأيتُ أميرَ المؤمنين (عليه السلام) وهو يقول لي: إنّ حاجتك عند ولدي الحسين (عليه السلام).

وبمجرد أن استيقظتُ من النوم ذهبتُ إلى كربلاء وزرتُ الحرمين الشريفين وصلّيتُ صلاة الليل والصبح، وفيما أنا كذلك إذا بالخطيب الكربلائي الشيخ مُحسن أبو الحَب يأتي إليّ ويدعوني لتناول الإفطار في بيته، فذهبنا إلى بيته وكعادتي عندما أدخل أيَّ بيت أول شيء أفعله هو مطالعة المكتبة، فقلت للشيخ أولاً أرى مكتبتك، فقال الشيخ: لنتناول الإفطار أولاً ثم طالع المكتبة إلا أنّني أصررتُ على أن أطالعَ المكتبةَ أوّلاً فقبل الشيخ وبدأتُ أتصفّح الكتب وإذا بي أرى الكتاب (ربيع الأبرار) في مكتبته، فعرفت لماذا أحالني أميرُ المؤمنين (عليه السلام) على سيّد الشهداء (عليه السلام) وبكيتُ، فتعجّب الشيخ محسن وتساءل عن الأمر فأخبرته بالقضيّة، فما كان منه إلاّ أن أهداني الكتاب وكان بخط قاسم بن رجب وهو ثمينٌ جداً وكانت قيمته آنذاك ألف دينار.(ربع قرن مع العلامة الأميني: 49-51).
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=124157
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15