تسللت مع المصلين اليه (قدس سره)، قبلت يده، ونظرت الى وجهه النوراني وسألته:ـ مولاي الطوسي، ما هو عرفة؟ نظر إليّ مبتسماً، وكأنه عرفني لحوحاً وقال:ـ قال مولاي الصادق (عليه السلام): "من زار الحسين في عرفة عارفا بحقه له بكل خطوة حجة وثواب غزوة"، وأعطاني ورقة صغيرة، وأرسلني الى عنوان تاريخ آخر، وقال: التقيه فانه وسيطك اليه، شكرته ورحت أبحث في التواريخ، وإذا بي التقيه شيخاً كبيراً اسمه أبو الحمراء خادم رسول الله (ص) استوى جالساً، وهو يبتسم بوجهي قائلاً:ـ ماذا تريد؟ قلت:ـ جئت لعرفة يا مولاي.. اجابني:ـ وصلت يا بني، خرج علينا رسول الله يوم عرفة، وهو آخذ بيد علي (عليه السلام) قال: يا معشر الخلائق، إن الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم يغفر لكم عامة، ثم التفت الى علي: وغفر لك يا علي خاصة، يا علي ادنُ مني، فدنى منه، قال (ص): "إن السعيد حق السعيد من أحبك وأطاعك، وإن الشقي كل الشقي من عاداك وابغضك ونصب لك، يا علي, كذب من زعم انه يحبني ويبغضك، يا علي، من حاربك فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب الله، يا علي، من ابغضك فقد ابغضني ومن ابغضني فقد ابغض الله، ومن ابغض الله فقد اغضب الله وحده، وادخله نار جهنم". قلت:ـ سيدي عذراً، لماذا سمي عرفة؟ قال: هو يوم دخل النبي على علي (عليه السلام) في المهد، فاهتز له أمير المؤمنين، وضحك في وجهه، فقالت فاطمة بنت اسد:ـ لقد عرف النبي (ص) وصار ذلك اليوم يسمى عرفة، قلت:ـ ذكرها الطوسي في (أماليه، الجزء الثاني، صفحة: 300) فأجابني: محصناً برعاية الله تعالى.
|