عنوان كتاب للكاتب موسى فرج رئيس هيئة النزاهة سابقاً، يحتوي الكتاب على 560 صفحة، مقسم الكتاب الى خمسة أقسام وكل قسم يضم مجموعة من الفصول، تحدث في القسم الأول عن مفهوم الفساد وطبيعته وحجمه وإضراره، وفي القسم الثاني تناول جهود مكافحته والمواجهة، وفي القسم الثالث ذكر المواقف اي موقف الحكومة والإعلام والقضاء والشارع منه، وفي القسم الرابع عرج على أسباب الفشل في مكافحته، كما ذكر في القسم الخامس لماذا لم تتحقق نتائج حاسمة في مواجهته وذكر الخلل والمعوقات؟.
سنأخذكم مع الكتاب في وقفة سريعة على شكل نقاط مختصرة، كي يطلع القارئ اللبيب على أهم ما ذكره المؤلف في قصته مع الفساد من خلال معايشته الواقعية لكثير من القضايا أتمنى إن يطلع كل إفراد الشعب على هذا الكتاب ويتعرف على ما ذكر فيه من معلومات ومواقف وحقائق تقف سداً وعائقاً إمام تحقيق الفساد منذ السقوط والى اليوم، ولماذا لم تجفف منابع الفساد المستشرية في كل المؤسسات الحكومية صغيرها وكبيرها، اذ يقول:
ــ الفساد في العراق ليس كالفساد في غيره من الدول ولا يشبه بقية الفسادات لا من حيث الكم ولا من حيث الوزن ولا من حيث الفاعل ولا من حيث النوع ولا من حيث الأسباب ولا من حيث الموقف منه. فالفساد في العراق ما عاد حالة استثنائية إنما بات القاعدة. وبات مثل الهواء يملأ كل الفراغات فأنى وليت وجهك تلفحه سموم الفساد.
ــ الفساد في العراق يُمارس لذاته ويُمارس كسلاح في الحرب المحتدمة على الحكم.
ــ الفساد في العراق يقاس بالمليارات وليس بالمفرد.
ــ الفساد في العراق من فعل كبار المسؤولين والساسة ونواب الشعب، فكانوا القدوة لغيرهم ومعلماً لكنهم ليسوا الذين ينبغي القيام لهم تبجيلا.
ــ والفساد في العراق ليس من جراء إساءة استعمال السلطة للحصول على مزايا شخصية كما تقول عنه منظمة الشفافية الدولية إنما من خلال توظيف السلطة لممارسة الفساد وتوظيف الفساد لبلوغ السلطة.
ــ وسبب الفساد في العراق فساد الساسة، والفساد السياسي في العراق هو أبو الفسادات جميعاً، وهو اختصاص حصري للطبقة السياسية المتنفذة فهي المحتكر الوحيد لهذا النوع من النشاط في العراق وليس أولائك المغمورون في حافات الجهاز الحكومي.
ــ والفساد في العراق لم يعد مخجلاً فقد بات يشرعن ويقنن والذين يمارسونه لا يرمش لهم طرفٌ حياءً، بعد أن بات الأمر مغانماً بدلاً من أن يكون تفانيا.
ــ والفساد في العراق يستخدمونه في السراء والضراء فهم يغرفون منه في الألفة وعندما يحتدم الخصام فان.. الكل يشن حرب الملفات ضد الكل والكل يزعق في وجه الكل: أطلّع ملفاتك..؟ فيجنحوا للسلم لأن لكل منهم ملفاته.
ــ ويذكر ان الناس حول الفساد تتوزع الى ثلاثة خنادق: الخندق الأول ينكر وجوده ويُتهم من يثيره بالأجندة، الخندق الثاني يسعى للتسقيط والإسقاط سعياً للعودة الى ما كانت الأوضاع قبل عام 2003، والخندق الثالث يواجه الفساد بالمبادئ والمثل العليا ذوداً عن الشعب ومن اجل بناء النظام الصالح لكنه اعزل وقليل الخالات ومقطوع من شجرة.
ــ الفساد في العراق جامح والجامح إما إن يتوقف من تلقاء نفسه وهذا يحصل في حالة الرغبة المحضة او الإعياء، والفاسد الجامح لن يتوقف برغبة من لان الباعث على ارتكاب الفساد قائم ومتجدد. فالفساد مثل المخدرات كلما تعاطى منها الشخص تعمق إدمانه على تعاطيها.
ــ المعركة ضد الفساد معركة أخلاقية في الأساس وعندما تحارب الفساد بالفساد تكن المعركة بين طرفين فاسدين.
ــ الفساد السياسي هو الحاضن لكل أنواع الفساد المالي والإداري والمشرعن والذي يوفر لمرتكبي كلا النوعين الحماية من القانون ويمنع ملاحقتهم ويمنع عنهم غضب الشعب ويغلف تلك الأفعال بتشريعات قانونية تحت بند ما يسمى بشرعنة الفساد.
ــ والفساد في البلاد بات مثل الهواء يملأ كل الفراغات أنى وجهت وجهك تلفحك سمومه، السياسي فاسد، الوزير فاسد، البرلماني فاسد، أستاذ الجامعة فاسد، الشرطي فاسد، الموظف فاسد، التاجر فاسد، رجل الدين فاسد، عامل البوابة فاسد، شيخ العشيرة فاسد، وهلم جرا.
ــ الفساد السياسي يعني التعامل مع السلطة بوصفها نفقاً لتحقيق النفوذ والثروة وليست وسيلة لإدارة الشؤون العامة للمواطنين وتوفير متطلباتهم الحياتية والمعيشية.
وقدم نصيحته في هذا الخصوص وقال: عندما تكون وظيفتك مواجهة الفساد فلتكن نقطة الشروع عندك هي أن تؤمن بان الفساد نقيض أخلاقي، وان أساس الفساد هو الفساد السياسي، وان الأولوية في مواجهتك للفساد فساد الكبار، فتكتيك جدك عنترة القائل البطش بالصغار ليتأدب غير صالح في معركة الفساد، اكبح الكبار يتأدب الصغار، وأن تتيقن من أن الفعل فساداً، وأنه يلحق ضرراً بالناس، وان تحدد الفاسد بالتحديد، وان لا تواجه الفساد بفساد، ولا تواجه الفاسد بفاسد.. كن شاهداً على نزاهة النزيه وخصماً لفساد الفاسد ولا تكن مجرد طلقه في مسدسات الآخرين... فمعركة مواجهة الفساد لها خصوصيتها.
|