قبل أيام حدث مالم يكن في الحسبان ولم يخطر على البال أن تنفجر مخازن المعدات والأعتدة التابعة إلى فرقة العباس ع القتالية الواقعة على اطراف محافظة كربلاء المقدسة وخلفت ورائها خسائر مادية بالأسلحة والأعتدة وإن لم تطال الأنفس لكنها بالتأكيد تؤثر ولو نسبياً بالخزين الستراتيجي لهذه الفرقة التابعة للعتبة العباسية المقدسة بمعنى إنتمائها الحق والحقيقي والفعلي والعملي لأوامر وتوجيهات المرجعية الرشيدة وإن كانت تتبع هيئة الحشد الشعبي وتعتبر أحدى فصائلها المعروفة في الميدان وثباتها الصميمي وصولاتها البطولية في مواقع عديدة تشهد لها خريطة المنازلات وقصمت فيها ظهور الأعادي .
أياً كانت الأسباب التي أدت إلى هذا الحادث لابد من الإستقصاء والتحري والتحقيق لمعرفة ملابسات الحدث وبالفعل باشرت الفرقة برجالاتها المتخصصين في هذا المجال والجهات الساندة لمعرفة الحقيقة ، وما هي إلا أيام معدودة ويتفاجأ الجميع بحدوث إنفجار لاحق في مكان آخر ولكنه أيضاً يعود إلى ذات الفرقة في منطقة الرزازة حيث حدث إنفجار مماثل في مخازن الأعتدة التابعة إلى فرقة العباس ع القتالية .
لابد من الوقوف على حقيقة تكرار هذه الأحداث في هذا الوقت بالذات وماهي الدوافع والغايات من ورائها فإذا فرضنا وفرض المحال ليس بالمحال أن الإنفجار الأول الذي حصل في الوند كانت أسبابه فنية ومخزنية فكيف يعقبه إنفجار آخر في مكان آخر ويتسبب في تدمير ذخيرة ستراتيجية لذات الجهة ..
الأمر يستوجب وقفة إمعان وتأمل ودراسة موضوعية لوقائع الأرض والتصريحات النارية بين أطراف عدة داخلية وخارجية ومحرقة الإعلام المتأججة وتداعيات المنطقة برمتها سياسياً وعسكرياً تؤول بنتائجها أحتمالية واردة بضلوع أيادي خفية وراء هذه الحوادث المفتعلة تهدف إلى تقليم الإمكانات العسكرية لفصائل في الحشد الشعبي معينة ومشخصة بقدراتها القتالية .
وهنا لابد من الإشارة والتأكيد على أن الرجال الذين هبوا لتلبية نداء مرجعيتهم بالذود عن حياض الوطن لم تنثني عزيمتهم وهم لايملكون من مقومات الحرب الضروس شيئاً يذكر فلبسوا القلوب على الدروع يحملون بنادق ربما متصدئة وبنادق صيد وأسلحة شخصية إدخروها للدفاع عن أنفسهم بعد أن بانت هشاشة وفساد الحكومة المفترض وجودها لحماية الشعب وتأمين متطلبات حياته ، وظهرت للعيان خيانة البعض ممن كان واجبهم الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات وتسويف البعض الآخر لكل ماحدث ويحدث بغية التغطية على فشلهم الذريع وسوء إداراتهم الرعناء للسلطة وكانت المحصلة إندحار قوى الإرهاب بماكنتها العسكرية المتطورة على أيادي أولئك الرجال الأشاوس وأمثالهم .
لذا والحق يقال وبإصرار وثبات أن السواعد التي دافعت عن العراق ستبقى على أهبة الإستعداد ورهن إشارة مرجعيتها الرشيدة لأي أمر طارئ ولأي حدث يستوجب الوثوب لإستئصال المؤامرة التي تهدف إلى دمار العراق ..
|