• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الگاع عوجه !! .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

الگاع عوجه !!

 @ قبل قليل إنتهت خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف ، بإمامة السيد أحمد الصافي . 

كشخص متابع للأحداث لم أفكر بالتعقيب أو التعليق على ماورد فيها .. لأنه كان خطاباً متوقعاً جداً .. 

@ والحقيقة أنه كان خطاباً متوقعاً حتى  بالنسبة للاخوة الغارقين في جدلية ( سكوت المرجعية ) .. ولذا فقد كتبوا مسبقاً مجموعة كلمات تنتقد وتهاجم هذا السكوت أو التخاذل .. أو التخلي عن الشعب .. بحسب تعبيراتهم  ..

نعم .. كانت المنشورات مكتوبة وجاهزة حتى قبل أن تنتهي الخطبة .. لأنهم مثلي تماماً .. كانوا يتوقعون أن المرجعية لن تصدر شيئاً قوياً وحماسياً بقوة ما يريده سكان الفيسبوك ( المحجوب ). 

@ والسؤال هو : لماذا كان العدو والصديق يتوقعون هذا الخطاب .. المحب والمبغض متفقون على أن المرجعية لن تقول شيئاً ؟! 

والجواب .. لأننا نقرأ الأحداث بشكل جيد .. ونفهم _ من حيث لانشعر _ كيف تجري الأمور .. ونعرف أننا لسنا على قلب واحد وكلمة واحدة .. لكي نحقق الانجاز .. أو يكتب الله الخلاص على يدينا .. وهو القائل …

@ ولكن … لا أحد منا يريد الاعتراف بذلك .. والطريق الأقرب للتخلص من عقدة الفشل .. هو توجيه اللوم للمرجعية .. بالضبط كما فعل بنو إسرائيل عندما وقعوا في التيه لأربعين سنة كعقوبة إلهية على عدم وفائهم بعهودهم  .. وبدل أن يستغفروا الله .. أخذوا يشتمونه ويشتمون نبيه موسى طيلة هذه الأربعين سنة !!

@ ولكي تتأكد بنفسك أننا _ أنا وإنت _ نفهم الأمور جيداً .. ومضت ثلاث سنوات ونحن نكررها حتى مللنا من تكرارها ..  تعال معي في هذه الأسئلة العشرة .. وإذا وجدت أن جوابها كلها هو ( لا ) فلماذا نلوم الآخرين ؟ 

١)) هل تنكر ياصديقي أن كلمة ( فلان فاسد ) لاتحتاج الى فتوى وقرار  ؟ بل هو أمر يظهر في أفعاله وتصرفاته ونتائج أفعاله ؟ 

٢)) هل تنكر أن تغيير هذا الفاسد يحتاج بديلاً جاهزاً قبل ذلك ؟ مثل الدم الفاسد الذي لن تفكر في تبديله قبل أن تكون جهزت الكمية الكافية من الدم النظيف ؟ 

٣)) هل تنكر  أن دور المرجعية هو الإرشاد وتوجيه الناس .. وأنها قالت بأن التظاهر حق .. وهل تنكر أن إقتلاع الفساد وتوفير البديل هو مسؤولية الشعب ؟ وإذا لم يكن الشعب مستعداً فلن تنزل ملائكة من السماء ؟ 

٤)) هل للمظاهرات قيادة موحدة ومطالب موحدة ومراحل تصعيد مدروسه ؟ هل لها هدف محدد عندما تنطلق في الشارع ؟ هل هناك لجان تضمن بشكل يطمئن المجتمع أنه لن يكون هناك إنشقاق بين المتظاهرين أنفسهم كما حصل سابقاً ؟ 

٥)) هل هناك ضمان أن سماسرة الأحزاب لن يندسوا بين المتظاهرين لتغيير مسارهم أو تحريف مطالبهم ؟ هل يتفضل أحد أبطال الكيبورد ويضمن لنا بأن شيوخ العشائر مدراء الدوائر لن يتمكنوا من تفتيت هذه المجاميع ؟ حتى لم يعد هناك أي نقص سوى كلام المرجعية ؟ 

٦)) أربع سنوات ونحن نسأل … إذا أردتم من المرجعية أن تتكلم فماذا تريدون أن تقول ؟ أنهم فاسدون ؟ هل هناك من يجهل ذلك ؟ أنهم يجب أن يتركوا مناصبهم ؟ وهل فيهم من يستمع لذلك بدون ضغط منكم ( أيها الشارع ) 

هل تقول المرجعية أدخلوا عليهم الى الخضراء ؟ فعلتم ذلك ولم ينجح .
هل تقول المرجعية أسحلوهم في الشوارع ؟ كم من الأشخاص يجب ان تسحلوا ؟ هل لديكم قائمة محددة ؟ والى أي حد ستستمرون في السحل والقتل قبل أن تنفجر عشائرهم في وجوهكم ؟ 

٧)) هل تنكرون أن المرجعية حددت عام 2015 ثلاث مطالب ( اصلاح القضاء ، محاكمة الفاسدين ، الضغط بمطالب ثابتة لايمكن للأحزاب التشويش عليها ) وحذرت الحكومة من تجدد المظاهرات بشكل أقوى .

٨)) هل يمكننا الوثوق بمظاهرات لاتخرج إلا عند إشتداد الحر ؟ أليس التغيير الذي تريدونه يحتاج الى إصرار وعزم مستمر ؟ هل الذي يجب أن يحرك الجماهير هو المرجعية أم شهر تموز ؟!!

٩)) هل إستطعنا كسب ثقة الجمهور وخلق حاضنة إجتماعية للمظاهرات بحيث نجعلها حالة شعبية عامة ؟ هل من المعقول أننا لانفهم ولانفرق بين مظاهرات مطلبية عارمة تغلق الاسواق وتشل حركة المرور في عموم البلاد و ( تحتاج تدخل المرجعية ) وبين مسيرات تتحرك بدون هدف تحرق هنا وتكسر هناك ؟ 

١٠)) وأخيراً .. هل تضمن لي كردستان ؟ هل تتذكر ماقالوه عن المرجعية وأنها دكتاتور يتدخل في شؤون البلد ؟ هل تضمن المكون السني ؟ أم تريد فتوى على الوسط والجنوب ؟ وأي فتوى وكيف ومن سيطبقها ومن سيقول انا مذنب ومن ستسلمه عشيرته ؟ ومن سينفذ الحكم بيده ؟ من سيضمن عدم تدخل دول الجوار ؟ ومن ومن ومن ومن . 

إما أن تتوحد قلوبكم ونواياكم وتتفقوا على منهج محدد ومطالب محدده .. وإما أن تتفضلوا بالسكوت الذي هو من ذهب 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=122541
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15