تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل مكثف خلال الايام الاخيرة اخبار مرض الحمى النزيفية وللاسف الشديد اخذ الموضوع بعدا اكبر من حجمه الطبيعي وبات يشكل فوبيا عند الناس وأثار الرعب في الشارع العراقي بحيث نقل لي ان عددا لايستهان به من الاسر لاتنام الليل خوف من تلك الحشرة ( القراد ) لعلها تقف على اجسامهم وتنقل لهم المرض والاعجب من ذلك الاشاعة التي قالت ان المرض لا علاج له .
وبين كل هذا وذاك علينا ان نطمئن وان نشعر اهلنا ومن يحيط بنا بالاطمئنان لان هنالك مصادر للشفاء متوفرة بين ايدينا وان فقد الدواء في المستشفيات ولدى وزارة الصحة العراقية كما زعموا ، ومن مصادر الشفاء التي نثق بها والتي تبعد عنا خطر كل وباء ومرض خطير :
1- القران الكريم : فقراءة القران الكريم هي شفاء من كل داء ، الم يقل الله تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ) سورة الاسراء -82. فلا يذهب القران ما في القلوب من أمراض ، من شك ونفاق ، وشرك وزيغ وميل ، فقط بل يشفي امراض الجسد فالقرآن يشفي من ذلك كله.
وافضل ما يقرأ من القران للشفاء سورة الفاتحة المباركة عن النبي صلىاللهعليه وآله وسلم أنه قال لجابر : «أفضل سورة في الكتاب الفاتحة ، وهي شفاء من كلّ داء عدا الموت ، وهي أشرف ما في كنوز العرش» .مجمع البيان ١ : ١٨.
فتقرأ على الطعام وعلى الماء بنية الشفاء من الامراض وابعاد خطر هذه الحمى النزيفية وغيرها .
2- تربة الامام الحسين ع : ولقد تواتر كلام المعصومين عليهم السلام ان الاستشفاء في تربة الامام الحسين ع واقعي وفعال ومؤثر ولهذا قال محمّد بن مسلم : سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ وجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليهما السلام يَقولانِ : إنَّ اللّه َ تَعالى عَوَّضَ الحُسَينَ عليه السلام مِن قَتلِهِ أن جَعَلَ الإِمامَةَ في ذُرِّيَّتِهِ ، وَالشِّفاءَ في تُربَتِهِ ، وإجابَةَ الدُّعاءِ عِندَ قَبرِهِ ... الأمالي للطوسي : ص317 ح644.
بل اعتبرها الامام الصادق ع الدواء الاكبر اذ قال : ( في طِينِ قَبرِ الحُسَينِ الشِّفاءُ مِن كُلِّ داءٍ و هُوَ الدَّواءُ الأكبَرُ). كامل الزيارات ، ص 462 .
3- زيارة عاشوراء واثرها العحيب : وعرف عنها بان لها اثر كبير في قضاء الحوائج ورفع البلاء والامراض :
قال المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي اعلى الله مقامه :
عندما كنت مشغولا بدراسة العلوم الدينية في سامراء اصيب اهل تلك المدينة بمرض الوباء وكان في كل يوم يموت عدد كثير منهم وذات يوم عندما كنت في بيت استاذي المرحوم السيد محمد الفشاركي ( اعلى الله مقامه الشريف ) وكان هناك عدد من اهل العلم جاء فجاة المرحوم اقا محمد تقي الشيرازي وكان من حيث المقام العلمي بدرجة المرحوم اية الله الفشاركي وبدا الكلام عن الوباء والطاعون وان كل الناس معرضون لخطر الموت .
فقال اية الله المرحوم الفشاركي اذا اصدرت حكما هل ينفذ ؟ ثم قال : هل تعتقدون بأني مجتهد جامع للشرائط ؟ فقال الجالسون : نعم , فقال : اني آمر شيعة سامراء بأن يلتزموا بقراءة زيارة عاشوراء لمدة عشرة ايام ويهدون ثوابها الى روح نرجس خاتون الطاهرة والدة الامام الحجة بن الامام الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف ويجعلونها شافعة لنا لدى ولدها لان يشفع لامته عند ربه واني اضمن لكل من يلتزم بقراءة هذه الزيارة ان لا يصاب بهذا الوباء .
قال : ما ان اصدر هذا الحكم ولان الظرف مخيف وخطر اجمع الشيعة المقيمون في سامراء على اطاعة الحكم وقراءة الزيارة وبعد قراءة الزيارة فعلا توقفت الاصابة بينما كان كل يوم يموت عدد كثير من ابناء العامة ومن شدة خجلهم يدفنون موتاهم في الليل .
وقد سال بعض العامة الشيعة عن سبب توقف الوفيات فيهم , فقالوا : قرأنا زيارة عاشوراء فاشتغلوا بقراءة هذه الزيارة المباركة ورفع الله البلاء عنهم ايضا .
وجاء بعض من العامة الى حضرة الامام الهادي عليه السلام والامام العسكري عليه السلام وقالوا : ( انا نسلم عليكما مثل ما يسلم الشيعة وبهذه الطريقة رفع البلاء والمرض عن كل اهل سامراء ).
نسأل الله تعالى ان يرفع البلاء والامراض عن العراقيين بمحمد واله الاطهار .
|