ستحسم المواجهة بين إسبانيا وإيران في المجموعة الثانية بكأس العالم لكرة القدم، اليوم الأربعاء، عبر معادلة واحدة تتمثل في قدرة فريق المدرب فرناندو هييرو على اختراق أقوى دفاع في آسيا.
وربما لا يختلف ذلك عن سيناريو المباريات الأخرى التي تقام في دور المجموعات بين أقوى المنتخبات في اللعبة ضد منافسين يحتلون مراكز متأخرة في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) لكن العامل المختلف في كازان ربما يكون كارلوس كيروش.
ويتميز المدرب السابق لريال مدريد، البالغ عمره 65 عاما بالكفاءة الخططية كما أنه ليس غريبا عن كأس العالم بعدما قاد بلاده البرتغال في بطولة 2010، وإيران قبل أربعة أعوام في البرازيل.
ورغم شكواه الدائمة من نقص الموارد المتاحة أمامه فقد عمل كيروش لمدة سبع سنوات مع لاعبيه ووضع الخطط والتنظيم الذي جعل دفاع إيران قويا للغاية.
ولم تهتز شباك إيران سوى في المباراة العاشرة (الأخيرة) في الدور الأخير لتصفيات آسيا بعدما ضمنت التأهل إلى روسيا، وفي الوقت ذاته قامت بالعمل الكافي في الهجوم لتحقيق الفوز في 6 مباريات.
وعلى الجانب الآخر، فان إسبانيا تملك العديد من المواهب البارزة في العالم لكن هييرو، لم يملك سوى أكثر من أسبوع بقليل للعمل مع فريقه بعدما تم تعيينه بعد إقالة جولين لوبيتيجي.
ومن الصحيح حقا أن المنتخب الإسباني يستطيع اللعب بدون وجود مدرب صاحب خبرة في قيادته.
فلم تظهر إسبانيا مفككة في التعادل 3-3 مع البرتغال في المباراة الأولى حتى وإن كان ذلك يعني أن عليها تسجيل المزيد من الأهداف لو أرادت تصدر المجموعة.
وربما يلجأ هييرو إلى الماضي لدراسة مباراة إيران ضد الأرجنتين في دور المجموعات قبل أربعة أعوام في البرازيل.
وفي هذه المباراة حافظت إيران على شباكها نظيفة لمدة 90 دقيقة في بيلو هوريزونتي وصنعت بعض الفرص قبل أن يهز ليونيل ميسي الشباك بطريقة مذهلة في الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
وما زالت هناك بعض المناقشات حول افتقار الفريق الحالي لإيران للقوة الهجومية التي كان عليها في البرازيل بعدما فشل في تهديد المغرب في المباراة الأولى قبل أن ينتصر بفضل هدف عكسي.
وفي الدفاع ما زال الفريق يتمتع بالمرونة وربما تواجه إسبانيا ليلة صعبة على استاد كازان.
المدير الفني لمنتخب إسبانيا، حذر من قوة إيران، وتحدث عن نقاط القوة في المنتخب الإيراني، كما أثنى على مدربه البرتغالي كارلوس كيروش، وذلك خلال المؤتمر الصحفي قبل المباراة.
وقال هييرو: “نحن نعرف كيروش جيدا منذ فترة طويلة، إنه لمن دواعي سروري أن أتحدث معه عن كرة القدم، لديه خبرة طويلة ولدينا علاقة جيدة، إيران فريق قوي دفاعيا وهجوميا، كذلك قوي بدنيا وسيتسبب لنا في متاعب”.
وتابع: “داني كارفاخال بحالة جيدة، هو تدرب مع الفريق لبعض الوقت وتعافى بشكل رائع، علينا أن ننسى البرتغال نحن نفكر فقط في إيران، كان لدينا شعور جيد في المباراة الأولى، ولكن الآن أمامنا مباراة صعبة ومن الضروري الحصول على النقاط الثلاث”.
وأضاف: “تربطني بكيروش علاقة جيدة، ولكن اللاعبون سيتواجهون على أرض الملعب وكذلك المدربان سيقومان بعملهما، إيران لديها آلية عمل محددة وهي الاعتماد على النواحي البدنية، ويتميز الفريق في الضربات الثابتة”.
وواصل: “لدينا كل الاحترام لإيران ولكن لدينا الكثير من الثقة في إمكانياتنا، وكذلك نحترم كل المنتخبات ولدينا الشخصية والثقة فيما يمكننا أن نقدمه لأنفسنا”.
واختتم هييرو تصريحاته: “غدا سوف يلعب دي خيا، لدينا ثقة كاملة به، إنه من بين أفضل 3 حراس مرمى في العالم ولدينا ثقة كاملة فيما سيقدمه”.
أما كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب الإيراني، فقد قلل من فرص فريقه في التغلب على إسبانيا، ولكنه طالب فريقه بجعل بلادهم فخورة بهم.
وقال كيروش في المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة: “إنها تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لنا، نلعب أمام فريق رائع”.
وأضاف: “لم نحضر هنا للأشياء السهلة، نريدها أن تكون صعبة لكي نتعلم، بالنسبة لي فأيا كانت نتيجة المباراة سنخرج منها فائزين، ونعلم أننا سنكتسب خبرة مواجهتهم”.
وستكون هناك مواجهة من نوع خاص بين كيروش، ومدرب المنتخب الإسباني فرناندو هييرو، الذي قاتل للابقاء عليه في ريال مدريد عندما تولى تدريب الفريق الإسباني في 2003.
ولكن كيروش لم ينجح في الحفاظ على اللاعب بعدما تفوق عليه خورخي فالدانو، المدير الرياضي وقتها، ورحل هييرو عن الفريق قبل أن يبدأ كيروش مهمته التي استمرت لموسم واحد فقط مع الفريق الإسباني.
وقال: “حاولت بشدة الابقاء عليه وأن يكون لاعبا بالفريق، من السخرية أن أواجهه الآن”.
وأضاف: “أعرفه جيدا وأعلم أنه الشخص المناسب لتوحيد فريق كان من الممكن أن يقسم بعد ما حدث (تغيير المدرب)، رأينا هذا في مباراة البرتغال، لقد كانوا متحدين”.
|