تحت شعار (دورها مصالحة جامعة سلم دائم) أقام البيت الثقافي في كركوك احد تشكيلات دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد الديمقراطي الوطني (NDI) جلسة حوارية حول تمكين المرأة من المشاركة في عمليات المصالحة الوطنية يوم 10 حزيران 2018، حاضرت فيها السيدة شكوفة محمد عبيد، بحضور نخبة من المثقفين وذوي الشأن مثلوا مكونات المحافظة، فضلا عن مراسلي القنوات الفضائية ليخلق جوا من التفاعل وإبداء الرأي والمداخلة التي ساهمت في فهم أفضل لدور المرأة في المصالحة الوطنية ، وقد رحبت المحاضرة بالحضور بكل اللغات المحلية والعالمية ليشكل مدخلا رائعا عند الجميع بأنها تحمل رسالة إنسانية قبل كل شيء، ولتؤكد أن المرأة حقا النصف الآخر من الحياة، موضحة معنى المصالحة بشكل عام، وتعني أصلاح ذات البين بعد فقدان السلام أي بوجود نزاع، مقابل ذلك وجود مفاهيم أخرى لا تقل شأنا عن الأخرى وكلها تؤدي إلى السلام (المجتمعي والسياسي والعسكري والدولي والصحي) وكل واحد له تأثيره حسب معناه المذكور.
أما فيما يخص النزاعات فقد كشفت المحاضرة، أن أخطرها هو النزاع الفكري، لان حله يتطلب فهم الموضوع وتغيير النفس أولا، حتى نصل إلى المصالحة الصحيحة وهذا لم يأتي من فراغ أو أمنيات بل لابد أن تكون هناك خطة عمل لتطوير الشباب، والمرأة ودور منظمات المجتمع المدني، وزج النساء بمواقع صنع القرار لأنها ذات قدرة عالية في التحمل، وهذا يجعلها ناجحة في أي موقع حياتي وقيادي، وهناك نزاعات أخرى مذهبية وقومية، وكل ذلك يتطلب حلها أولا توفير الأمن والأمان لبناء الثقة بين المكونات وسن تدابير حماية كل المواطنين على حد سواء، وكذلك تطوير قدرات المعلمين والمهنيين لأنهم على تماس بأغلب شرائح المجتمع، كما وزعت المحاضرة استمارة استبيان على جميع الحضور تضمنت مجموعة أسئلة من نساء كركوك الناشطات في مجال السلام والمصالحة الوطنية ومن مختلف الطوائف والأعراق لبناء سلام دائم ومستمر في العراق.
وختم مدير البيت الثقافي يوسف طيب صالح الجلسة الحوارية بشكره وتقديره العالي المحاضرة شكوفة محمد عبيد، متمنيا لها ولمنظمة المعهد الديمقراطي الوطني النجاح في مسعاهم واستعداد البيت الثقافي أن يكون في خدمة كل مسعى يؤدي إلى الحفاظ على أبناء كركوك، وغرس روح المحبة والوئام في النفوس لكي تبقى ثقافة التآخي لغة الجميع.

13/6/2018