شوارع الكوفة وضواحيها تهمس ويعتليها الفضول . من هذا الرجل الذي يسير ليلا وعلى أكتافه أكياس الخبز والتمر؟ ليطرق الأبواب ويعطي لتلك العيون المترقبة و الأفواه المنتظرة الطعام ويبكي الصغير فيستأذن أهل الدار ويدخل فيعد له الطعام بنفسه ويضع يده على رأسه ويلاعبه فينام الصغير عميقا . لقد كان أبا وأخا قبل أن يكون حاكما ووصي انه من تربى في كنف الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وعلى اله ) وتعلم من علمه وتقلد صفاته وأخلاقه وعتق رقاب العبيد وجاهد بنفسه انه الزوج الصادق والعامل الكدود هو من يجعل التراب وساده لكي يعلم البشر معنى التواضع والزهد . ليأتي رجل تافه لا يفقه من الدنيا شيء فيحرم البشرية من هذا الإنسان الطاهر فنعود بسبب ابن ملجم الملعون إلى زمن الجهل والضلالة