تفضل المرجع المعظم السيد السيستاني "دام ظله" بحديث قيّم قصد به أمهات الشهداء وكل امرأة فقدت عزيزاً عليها , إذ اخبر أحد الفضلاء سماحة السيد المعظم باستشهاد ابننا وجزع أمه وكثرة بكائها عليه , فدعا لها طويلاً ثم قال لي – وكنت بقربه مع الشيخ محمد حسين الأنصاري والسيد محمد رضا السيستاني حفظهم الله - : قل لها : إن الناس صنفان : صنف يكبر ويهرم ويموت على فراشه , وصنف يموت قتلاً في سبيل الله ودفاعاً عن مقدساته بلا جزع , وفي جميع الأحوال لا خلود في هذه الدنيا الفانية وإنما نحن ضيوف , والموت في سبيل الله وقبل نهاية العمر الطبيعية وفي سبيل هدف مقدس قطعاً أفضل من هذه الحياة .
فلا بد لها من الصبر والرضا بقضاء الله تعالى , وكلما جزعت عليها بتذكر السيدة الزهراء وزينب وما جرى عليهن في سني حياتهن الطاهرة , وعليها أن تذكر مقتل الطفل الرضيع وما جرى على أهل البيت "عليهم السلام" فإن ذلك خير دواء للقلوب الكسيرة .
وعلى أم الشهيد أن تفرح بما أخرجت من نماذج كبيرة نفتخر بها جميعاً ونقف لها بإجلال واحترام , وما شاهدناه من بطولات أبنائنا يجعلنا نشعر بالارتياح والاطمئنان , وقد سمعت ونقل لي الأخوة بطولات كثيرة حدثت في الموصل ضحّى فيها أبطال الجيش بأنفسهم في سبيل سلامة الاطفال والنساء هناك , وهذا لا تقوم به الجيوش الأخرى بهذه الدرجة من التضحية , نسأل الله أن يربط على قلبها وقلوب أمهات الشهداء .
هذا ما تفضل به السيد المعظم وأحببت نشره ليكون عوناً وبلسماً لأمهاتنا وأخواتنا الفاقدات لكل عزيز .
نقلا عن الشيخ هادي طه
|