حصير المعاني

 

 

 

 

 

 

يا حصير التــوث

ويا سعفة نغــــم

سفّني المشمــوم

ولرموشـك زهــم

ولا وطه الجوري

علـى نبـرة جغـــم

يطـــربه التجنيــم

وبخـوصك رهـــم

 

 

 

 

 

 

على مُتسق الحرف يتجلى السؤال، وعلى أثر ماذا تحمر الوجوه!

نعم، لماذا الأغلب من الكتاب، والشعراء، والنقاد، والأدباء وغيرهم يُباهون الجمع بأول نصٍ أظهرهم وعرفهم بالجمهور؟!

 

في حين لم نر تلك النصوص مُنتشرة إلى الآن بعيوبها السابقة، والتي استدرك بعضها للتنقيح، والأخرى بالتلويح، وأمثالها لم تبرح حبيسة الأدراج، وتصرخ بنسيان الذاكرة!

 

 

 

 

 

لكل شيءٍ بدايته، فماذا عساي أن أقول لتلك الطفولة التي عشناها وارتضيناها؟

أأتحدث عن الأحساء وجبل القارة؟

أم أتكلم عن تُميرات النخيل وعين أم خريسان؟

أو أعتصر ذاكرتي من قصر إبراهيم باشا إلى أروقة سوق القيصرية؟

حقيقة يحار الكلام، ويتأرجح الزمام، لتلك الجذور والمصفوفات، وكذلك التفاضل الذي رسم في طريقك الجد والمثابرة.

 

نعم، لمستقبلك الزاهر، والمُرتجى الفاخر، والعلم المسدد، والعطر المؤيد..

لدعاء أُمٍ رؤوم، وأبٍ حانٍ بقربكم وتفوقكم، يا سلسبيل الرحمة ومُنتهى الحكمة.

 

طاب اللقاء وطابت العشيرة، وصفوة الذخيرة بالمال والجمال، والصدق والمآل، والدبس والبسبوسة، والكبسة (المتروسة)، والطبخة (المحموسة)، والعطايا المغروسة.

ريحـة طبينة يا العشق غالي بهلها

ما أقسـى قلبي للولف أنسى فضلها

يمّــه رسمني هالعــذق تالي بوريده

وقــــولي يا عقــلي للنخـل أنا أريده

يا مـا حفـرنا بالشبر أجمـل قصيــده

وقرقعنا تالي بالسعف وزينة فريجه

 

 

 

 

إيـه توســد واعرف الله يذكــرك

ومــــا عليك الهــم دايـم يقهـرك

ومــن بعد هالحال يمـك ينصـرك

يا طفـــل يتْمــك وأُمــك تنظــرك

خذ يمين الدمع وارسم حاضـرك

وبتحــدي اليــوم تدرك ناظـــرك

 

 

 

 

وشـذكرك عمــري يا طـول الليـالي

عســاه كفــك يا الأبـو ينذكـــر دوم

معــاد ينسـاني الـوقت بآية غـوالي

وأغصان دهري للرضـا يـزمه زوم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

غفت عيني يا خلـي وبلتقي فيك

ورموش شوقي بالرقص جنني

وقل للربع يسهيل مقدر أخاويك

وأطنــاب بيتي للشـعر فاتننــي

وحياة عمري بالعزف آنه أفديك

وأفـــدى عيــونٍ بالسحر قاتلني

 

 

شُدي رحيلك واكتبي الآمالا

وذري سُعيفـاتِ تتيـــه دلالا

ولتغرسي ثغري هُنالك شتلة

ترنو النخيل وتعزف الموالا

 

 

أأحن للحناء في طست (الصفافير)، أم أتوق لجمال أُمٍ كانت (تمُكه) بأناملها، وملفعها الزهري يستدير على أنفاس صباحها كالرحى فوق قطب ضُحاها المزدان (بالربيعي)..

وما عسى الأطفال أن يقولوا (للحجي مدينة)، وكل أياديهم قد خضبتها الحُمرة والنقوش الهجرية بالبهجة؟

 

أجل، إخال قناديل الفرح تتبعهم من سكة إلى (زرنوقٍ، ودحدرانةٍ، وفوتقٍ، وساباطٍ، وبراحةٍ، وداعوسٍ، وبارقةٍ، وحوشٍ) بالفريج الشمالي بهفوف الأحساء.

 

نعم، فما زال جدي لأمي المرحوم الحاج: محمد العبد اللطيف يودعني بغصن سدرة النبق من بيت آمنة بالقول الواضح: أروم بنفسي باتقاء محجةٍ فلعل الذي حار مني كان هُنا!

وكل عامٍ وأشهى القُبلات على عبق أرواحكم الطاهرة يا سُفراء المسك والمشموم.

 

 

قف ها هُنا

واسمع نشيدي من أنا

ضاق العنا

فافسح لصدري والمُنى

شاخ الضنا

والأرض صارت سوسنا

 

 

 

 

 

 

 

 

جمــــرة غضــا والليـــالي اقصـــار

مــا غير باقـي للربع طبقة رطبهـا

ويا شـمس عمــري والنخيل أعمـار

أمحق صاير هالكرب شعلة حطبها

 

 

 

 

اسرج رؤاك على شفتي

وتخضب في عين الدلال

أتُراك حيــاتي يا سنــدي

فترفق في ماء الوصــال

 

 

أتنفس الماضي على بوحٍ عتيقٍ قد تسيدته الأمهات فوق ذراع التمر، فأنّى لقطامير الحمل مُناجاة النخيل؟

 

أوما زالت ترتوي من قُراح العيون؛ أم أن عسجد الكف بان بياضها، وبيان الروح تاق لُجينها على يمِّ الانتظار؟!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يشتاقك الرمش الذي

لبى نداء النبضة الولهى

 

 

 

 

 

 

إليكِ يا شمعة الأشواق الذائبة على ضوء الحنين رسالتي، فأنا والبحر توأم لا يفترق..

فعلى ناصية شاطئه وهدير أمواجه أفرد ِصفحة من بياض نجوم السماء، فأتلو عليها تعويذة حبي لكِ وإليكِ..

 

حبيبتي:

سأكتب حروفكِ وانقش اسمكِ على رمله، وسأترك شفاهي الذابلة على موجه، وسأعتصر عناقيدكِ اعتصار العنب والرمان في نشوة العشق، واكتفي بالغروب على قوارب الأشواق والآهات ليبقى عطش الماء للماء يتجدد..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

على وميض ساقيةٍ من المعارف، وفوق نداءٍ أُخرس الهواتف، لماذا نكتب ويكتبون؟!

ألتوثيق الحدث؟

أم لزركشة الترف؟

 

أجل، حقيقة أعمارنا بُرهة زمنية، ومعانٍ سرمدية، فماذا عسانا أن نقول حين تُسجينا المقابر، وتُرهقنا النواظر؟

أفي الإعجاب يُسيرنا الحديث، أم بالدعاء ينقشنا الشريف؟

نعم، طاب كلامك، وزهى كلامك بين من نزف قلبه، ودهته ردهات الطريق.

 

 

 

 

 

 

 

 

أأروم لأنفاس القدح كيما أثمل لآخر قطرة فوق حافته؛ أم أن نسياني هو من أشعل فتيل الاشتياق؟!

 

.. أنا لا أعلم من الضمير الغائب هُنا، ولا أعرف شهقة الحاء هُناك.. عدا قُبلة كان يضمها الظمأ، ويلتحف نجواها الصهيل!

 

 

 

 

 

 

 

 

هو: كصيادٍ قد أضاع صوت الأشرعة، وظلت تُطارده سواحل الاشتياق!

هي: كوردٍ مُتوجسٍ من تعداد الأنامل، ولم يبرح شذاها يُطرق طريق العودة!

 

 

لا تُكثر النجوى وثغرك كالحصير..

فات العتاب..

طال السراب..

وجُنح الظلام قد حل!

 

أوما ترى ذاك المصير، أم حان اصطفافك بالهجير؟!

قل ما تشاء، فالكل منا في رحيل!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فمتى افترقنا، حتى أجدد لكِ التحية؟!

 

 

 

 

 

 

 

 

أفي الليل يسكنون، أم في الظلام يتسامرون؟!

 

أجل، لا تُشتت لحظة الاشتياق، وفي النهر قُبلة حارت طريق الجبين..

 

 

الرواية عند كل من يتسابق مع الصفوف الأمامية لأداء صلاة الجماعة، ويتجاهل من أوجده الله للحياة والرعاية.

 

فالأب هو البداية، والأم هي النهاية، ولا نكران لمقام الأم السامي، والتي فضلها الخالق سبحانه وتعالى بالصُحبة ثلاثاً دون سواها.

لذا، اعبدوا الله من حيث أتيتم لا كما عرفتم من حفظ الأموال وادعاء الخصال.

 

 

 

 

 

 

 

 

قالوا أصحاب السيرة والمسيرة يرتكز الإبداع على خمسة:

1/ الخيال.

2/ الجهد/ المداومة.

3/ عدم التسويف.

4/ عدم الالتفات إلى الخلف/ التثبيط.

5/ معرفة الورد جعل الشوك يحرسه.

 

وهذه الوقفات الخمس تُثير عدة من التساؤلات التي لا بد لنا أن ندونها أمام أعيننا:

1/ ما هي الأهداف التي رسمناها؟

2/ ما هي الإنجازات التي حققناها؟

3/ على ماذا نتكئ في حياتنا؟

4/ ما هي المقومات التي نرتكز عليها في معاملاتنا؟

5/ هل نحن من هواة ما أكثر التنظير وما أقل التدبير؟

6/ هل نحن ممن حقق هذه المقولة: من عرف القدوة شجع الجذوة؟

7/ متى نعلق هذه المقولة أمامنا: أصحاب الهمم يصعدون القمم؟

8/ هل نحن نؤمن حُب الخير لغيرك يفرح الطير بسيرك؟

 

تلك الحروف كتبتها في بهاء المُحصلة، فاعزف طريق النضج بأوتار القيثار: "من يحمل همَّ الرسالة يبدع بالفكرة والوسيلة".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أتعبتني حمم الزمان، وكلما أدرت عيني إليهم استوحشتني أقوالهم التي أودعوها إلينا ذات سويعةٍ بالأقوال والأفعال.

نعم، أضعفتنا الردهات، فاستنجدنا بيد الماضي وبقايا المكارم التي أورثوها إلينا الأجداد والآباء لسد رمق العيش وعوز الاحتياج.

 

هُنا كانوا، هُنا عشوا، هُنا كانت بساطتهم رسائل، وحديثهم قيم، وأعمالهم مبادئ، وإيمانهم صلاة تشد الحاضر والنواظر.

فمتى ما أردنا حقيقة إنسانيتنا ذهبنا إلى هناك، كيما نستشعر بقايا عبق الطين ونشمه، والذي انبجس في سجلات الذكريات!

 

 

كيف يستلذ من يتحدث بلسان غيره؟

وكيف يصحو من سبات وسادته التي قد نخرها الزمان؟

 

لذا، لاتقف حائرا صوب المشاعر، ولا تكن كالذي صال بنفسه وأتته رفسة!

فكم مرةٍ نظرنا للخلف، وتعثر أمامنا درب المستقبل!

 

نعم، "النحل لا يلتفت للوراء"، "وكن أنت ولا تكن غيرك"..

فكمٍّ معاقٍ لم يستطع المشي على الأرض، فأسار من عليها بابتسامة انجازه وإعجازه.

 

 

 

 

 

 

هل تماوج الغروب؟

أم مجاديف بحارة الشوق التي استثارة أطرافه؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لذا ورد: "كم قارئٍ للقرآن والقرآن يلعنه".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ذاكرتي في جمود، وعقلي في هوانٍ جامحٍ، وحروفي تترنح بين آهاتها، وكلماتي تستثار في مخاض ولادتها، وأنّى لأعمارنا بالتأمل؟

 

أجل، الليل قاسٍ وقد صعبت دُروبه، فلم يسمع منه إلا صراخ الرحيل، أو دموع العويل!

نعم، المعاني في ديمومة تثاؤبها، والمُحصلة بين مُتأرجح شاهقٍ، قد أتعبته حشرجة الكلام، أو ضال ماحقٍ فوق تُراب المقابر!

 

لتأتي منظومة العُمر تتغنج بين جمال الروح، واتساع العقل، وقوة الجسد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سُكرة وحُمرة وشيء من جنونٍ لحبٍ شهيٍ وهيامٍ أجمل..

ليبقى صدركِ منفى النهايات، ووضوء الصلوات!

 

إليكِ يا وحي الأماني رسالتي، إليكِ يا فحوى المعاني صبابتي: أُحبكِ يا سيمفونية كلمتي، ويا قيثارة وردي، ويا عكازة عمري، ويا رقصة رمشي، ويا أوتار جواي بتمتمة التغريد..

أُحبكِ للحب الذي اصطلت لأجله كل الهمسات، فهل تعلمين أن كل يومٍ أكتبكِ على وسادة اللا واعي.. ليذيبني اشتهاء تمركِ، وارتعاشة سحركِ..

فصدركِ وحديثكِ المشتهى يُشعل فيَّ عناقيد الهوى بهوس الرقصات!

 

فاذكري الغنج الذي هززناه سويةً حين أذابتنا فتنة أقداح الليل بالسكون، فاستدرنا حول مجرة الخصر والفتون، فعلميني حروف الهجاء، وذري بعدها أنفاسكِ في أعماقي، وارخي عليَّ أهداب وجلابيب الوله ساعة الخجل، وهدهدي نحوي لظاكِ تارة بعد أن تستقر رياحين العشق..

 

لترويها حكايات ألف ليلةٍ وليلة على خطى ابتسامة لا نعرف معناها ومنتهاها..

لتستحم فينا كل القُبلات، وتُحاك فوق أكتافنا صهيل الكلمات..

 

 

 

 

مسكين قلبـه امن الوجـع ساجي

ويا ويل نبضه امن الحزن راقي

 

 

آهٍ لموجٍ ضمني في خاطره

 

آهٍ لماءٍ مرتوٍ بفم القصيد