دوت صفارات الإنذار في فلسطين المحتلة، ولكن هذه المرة كانت مختلفة، فهي لم تُطلق بسبب صواريخ حزب الله أو حماس، وإنما أُطلقت بسبب صواريخ سورية جاءت رداً حاسماً على الهجمات الصهيونية المتكررة.
جاء الرد في ظل التوتر الذي تعيشه المنطقة بعد خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي (البرنامج الجامع للعمل المشترك)، وتحت وطأة الهجوم الصهيوني على مواقع سورية فرحاً بهذا القرار.
ولكن لم يدم ذاك الفرح طويلاً حيث جاء الرد المزلزل بضرب أكثر من عشر مواقع صهيونية على الشريط الحدودي في منطقة الجولان والتي حققت أهدافها وأذلت الصهاينة وزلزلت قبتهم الحديدية، فأصبحت بلاستيكية أمام تلك الصواريخ.
نعم، هذه هي الصواريخ الذكية والجميلة يا ترامب وليس تلك التي سقطت على سوريا، نعم هي ذكية لأنها اختارت أهدافاً حيوية وضربتها بدقة متناهية، وهي جميلة أيضاً لأنها تحمل أهدافاً سامية، فهي تهدف لرد العدوان وإعادة كفتي التوازن بين الطرفين، ولكن لا أعدك بأن تكون جديدة؛ لأننا حتى الآن لا نرى ضرورة بأن نستخدم أسلحتنا الجديدة!!
لقد كانت الضربة موجعة، وهذا ما عرفناه من خلال ردود الفعل الهستيرية من الصهاينة، فها هو أفيخاي نسي كل ما تعلمه في دورات الحرب النفسية والإعلامية وبدا ضعيفاً خائفاً تحت وطأة تلك الصواريخ ليصرّح ويتهم هذا وذاك، أما نتنياهو فلم يتمالك نفسه واتصل بالرئيس الروسي من أجل التهدئة والعودة إلى المربع الأول، ليبرمان من جهته تمنى أن تنتهي الأمور عند هذه المرحلة.
أما المستوطنون الصهاينة أنفسهم فلم يستقر لهم بال، فهم طوال سنوات كانوا يهربون إلى الشمال خوفاً من غزة ولبنان ولكن هذه المرة أين المفر؟!
إنها أيام صعبة على ترامب ونتنياهو، فما فعلا فعلاً إلا وانقلب عليهما، فبعد زوال داعش صنيعتهم وبعد خسارة ضربتهم الثلاثية البائسة وخسارة حلفائهم الانتخابات في لبنان، ها هم اليوم يشهدون تطوراً في قواعد الاشتباك، ففعلاً انتهى زمن أن تضرب وتهرب، وجاء زمن الرد، وليس أي رد، إنه زمن الرد الحازم والحاسم.
|