في ١٧ شعبان ١٣٧٩ هجرية انهارت الشيوعية بفتوى من المرجع الراحل السيد الحكيم (رض)
وبعد ٦٠ عاماً وفي اليوم نفسه - ١٧ شعبان - من عام ١٤٣٩ يمكن أن نطيح بالفاسدين إذا طُبقَ بيان المرجع السيستاني (دام ظله) .
ولو ارتفع سقف أحلام البعض - خلافاً لحكمة المرجعية - فقد جاء خطابها منسجماً تماماً مع :
١ . المبادئ الشرعيّة .
٢ . والمبادئ العُقلائية .
٣ . والمبادئ الديموقراطية .
أما أولاً : فإنّ عدالة الشرع الأقدس قد اقتضت توزيع المسؤوليات بين القيادة الصالحة والقاعدة الجماهيريّة ، ولكلٍّ منهما تكليفه الخاص به بحسبِ مُكنتِه ، مع رعاية الظروف المحيطة ومناسبة الأفعال لمقتضى الأحوال .
فإنّ أعظمَ مُصلحٍ في تأريخ الإنسانية هو النبي الأكرم محمد (ص) .. لم تكلّفه السماء إلا بمسكِ طرفٍ واحد من طرَفَي حبلِ الإصلاح ، وأما الطرف الثاني فقد كُلّفت به الأُمّة !
فقد خاطب القرآن الكريم النبي (ص) في شأن الفاسدين وبيّن خطرَهم وصفاتِهم وأبقى التشخيص من مسؤولية أفراد الأمّة ليحذروهم ، حيث قال في سورة البقرة : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المهاد ) ٢٠٤ - ٢٠٦ .
وهكذا الكثير من الآيات القرآنية وباقي النصوص والقصص الشرعية ، حيث بينت القواعد العامة دون الخوض في الأسماء .
وقد جاءت توجيهات المرجعية العليا منسجمةً مع هذا الأُسلوب .
وللإستزادة .. إقرأ ما كتبناه سابقاً عن هذا الموضوع في هذا الرابط 👇 http://www.kitabat.info/subject.php?id=115239
وأما ثانياً : فإنّ المرجعية العليا لا تريد أن تفكّر بدلاً عن المواطنين ! لتصادر عقولهم وتفكيرَهم ، فإن أهل العقل لا بدّ أن يعتدّوا بعقولهم ليفكّروا بها فيما يخص شؤونِهم المحضة .
فإنّ لتوجيهات القيادة الصالحة مساحتُها ، ولعقول الناس مساحتُها ، ولا ينبغي توسّع أحدهما على حساب الآخر .
فالمرجعية تعتدّ بعقل الناخب ، ولا تريده أن يرى عقلَه معوّقاً بحيث لا يُمكنه التمييز والاختيار إلا باتكاله على الآخر !
نعم .. قد يكون الناخب قاصراً عن فهم بعض الخطوط والخصوصيات ، لذلك قد بيّنت المرجعية تلك الخطوط بما لا مزيد عليه .
وعلاوةً على ما تقدّم .... فقد تكون هناك بعض المحاذير لو فعلت المرجعيّة ما يطلبه بعض الناخبين ( لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتُّم ) .
وأما ثالثاً : فإنّ العمليّة الديموقراطية الانتخابيّة لها ثلاثة أطرافٍ فقط ، وهي الناخب والمرشّح والبرنامج الانتخابي .
فمهمّة الناخب أن يبحث عن المرشّح الصالح الذي تتوفّر فيه بعض الصفات .
ويطّلع على برنامج ذلك المرشّح ويقتنع به ، وعندها يختار .
وهذا من مهمّة الناخب نفسه .
وأما مهمّة القيادة الصالحة هنا ، فهي بيان المواصفات التي تجعل من المرشّح وبرنامجه صالحَين .
وقد بيّنت المرجعيّة ذلك بياناً جلياً .
وهذا رابط البيان 👇