د يتصور البعض ان ذلك الشــيخ الحكــيم الذي يسكن في زقاق ضيق من ازقة المدينة القديمة في النجف الأشرف وفي ذلك الدار المستأجر وتلك الحجرة الصغيرة بالتحديد ، يمتلك عصى موسى الإعجــازية والتي سيضرب بها البحــر ليخــلص العراق من فراعنة الفساد والسـرقة يوم الجمعة القادمة الموافق 17/شعبان/1493 هــ .
لا اتوقع ذلك ابدااا بل انه منافٍ للواقع ومخالف لما اعتادت قدرة السماء ان تسير بها الأمور وفق المعايير والثوابت الطبيعية لا الإعجازية ، اذن القضية ماضية وفق الثوابت العقلية والواقعية ، وان تهويل ما سيصدر من المرجعية يوم الجمعة المذكورة ، ووصفه بالحدث الإعجازي او القدرة السحرية و القوة المستوحاة من قصص الخيال وما الى ذلك….
والتي ستفرض على الساحة من قبل بعض المفاهيم الواهمة حسب الترجيح والتحليل استنادا لثوابت وادلة معينة .
انــا متيقــن وقد يكون هناك من يؤديني من اخوتي واخواتي الذين يقرأون هذه الاسطر…
ان نصيحة المرجعيــة وكلمتها وان اختلفت عن سابقاتها في السنين المنصرمة فإنها لن تختلف كثيرا في الجمعة الموعودة ، وان الذي ينتظره كل العراقــيين بين متأهب للتنفــيذ ومتحمــس للــتأويل ومستعــد للتحريــف كل هــولاء سيتلقون خطابا واحدا وسيسمعون نفس الكلمات الا اننــا سنشاهــد ردود افعال مختلفة تتســابق فيما بينها ، كما وجــدنا ذلك من فبركات واشاعات قذفتها علينا دفعة واحدة في الأيام القليلة الماضية الميديا و وسائل التواصل الإجتماعي التي يستخدمها العدو والصديق معا من غـير ان يميز بينهم علامة او لون ، غــير عقل واعٍ وآخر فارغ معروض للإيجار !
نعـم ان كلمــة الفصــل للمرجعيــة مــع قرينـــة الإصــغاء والإنصــياع والتطبــيق والشـــاهد قريب ، فيما حصـل في فتـــوى الجهــاد الكفائـي .
اذن :- كما هو الأمــر وكسابق العهـــد القضــية موكلة الى حجم تفاعل الناس ودرجته مع نصح المرجعية العلــيا خصوصا مع الأخذ بلحاظ ان الاخــيرة لم تدخــر جهــدا في تقديــم ما يملــي عليها واجبها الشــرعي اولاً ، والإنساني والاخلاقي ثانيا وثالثا… الخ…..
إذن الأمــر مناط بالجمهــور مهمــا كانت النصيحــة ، وان أتت المرجعية بخارطة طريق جديدة او اكدت على وصاياها السابقة مرة اخرى ، فلا مناص ولا طريق للهروب من ان القرار هو قرار الجمهــور .
فٱشحــذوا هممكم وشدوا اصــركم لتطبيق كل ما سيصــدر من المرجعيــة ان كان ســيأتي بشــكل نـص وخارطة طريــق جــديد ، او بشــكل تــأكـــيد لما رسمــت لنــا المرجعــية من نهج في كلمات سابقة ادرنا لها ظهورنا تارة واغلقنا عنها اذاننا اخرى واولناها لمصالحنا الضيقة تارة اخرى .
وان كان هنــاك مجــال لِتَــسَـرُب الــيأس فـي بعــض النفــوس الــتي توقعــت غــير ما ستســمع فإن الســـبب فـي تلك النفــوس وليــس فــي الخــطاب او فحــوى الخـطابــــ .
{ ولات حــــين مــــندم } .
|