يعاني الشعب العراقي اليوم من محنة سياسية كبيرة، تمثلت في سيطرة احزاب فاسدة على النظام السياسي الجديد، قد عرضت الأمن القومي العراقي الى أخطار كبيرة. أولها إفراغ الخزين الاحتياطي لأمول العراق، والاقتراض من بنك النقد الدولي ورهن نفط الجنوب لعشرات السنين القادمة. وثانيها تسليم ثلث العراق للإرهاب الداعشي ولولا المرجعية والحشد الشعبي لأحترق العراق بأكمله، وثالثها مؤامرات زرع الفتنة الطائفية و تقسيم العراق الى دول كردية وشيعية وسنية.

لا يمتلك الشعب العراقي خيارات عديدة لتصحيح هذا المسار الخاطئ، لأن اكثر الحلول السياسية عديمة الفائدة بل قد تزيد من ويلات العراق وتفاقم مشكلاته، ومن هذه الحلول المطروحة في ساحة العراقية ما يلي:

1- الثورة لتغيير النظام: يشترط في الثورة ان تقودها قيادة حكيمة ولها كارزمية بأن تطاع من جميع التيارات والطبقات في البلد، ومن دون هذه القيادة يصبح الهرج والمرج والحروب الأهلية وقتال الشوارع.

2- انقلاب مجموعة من الجيش: الانقلاب لا ينجح في بلد يوجد فيه عشرات المليشيات والاحزاب السياسية المشاركة في الحكم، والجميع سوف تقاتل من اجل استعادة مكانتها، بالإضافة الى تواجد قوات عسكرية خارجية في العراق.

4- التغيير عن طريق صناديق الانتخابات: وهذا الطريق منتج ولكن بشرط إذا أستيقظ الشعب من نومه وترك أصنام السياسة، وتوعى على مفهوم (المصلحة الوطنية)، وعرف كيف ينتخب الأصلح للوطن، الذين يتمتع بثلاثة صفات: 
أ) ماضيه حافل بالإنجازات لبلده في مجال عمله .
ب) حاضره مزدهر بالعطاء غير ملوث بالفساد.
ج) مستقبله مملوء بالمشاريع المفيدة لوطنه.

فالخلاصة: الشعب العراقي بجميع طبقاته قادر على التغيير عن طريق صناديق الانتخابات، إذا عرف كيف يستفيد من فرصة الانتخابات، إذا تعاهد الشعب فيما بينهم على أن لا ينتخبوا الأحزاب والأشخاص الفاسدة، وكذلك الأحزاب والأشخاص التي وصلت للحكم ولم تقدم شيء للعراق، فالانتخابات ثورة بيضاء لخلاص الشعب من الأحزاب الفاسدة والفاشلة والاخطار المحدقة في العراق.