• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفتي مصر والانتخابات .
                          • الكاتب : نعيم ياسين .

مفتي مصر والانتخابات

في مصر حيث تعيش الثورة ادق مراحلها , وحيث يتطلع الشعب المصري الى تاسيس مرحلة جديدة على انقاض مرحلة عاشها محكوما بالحديد والنار بين انظمة انقلابية او نظام الحزب , يخشى الحريصون على مصر ومستقبلها من الفتنة الطائفية ومن القوى المتربصة بمصر وثورتها لسرقة الثورة او الانحراف بها عن مسارها الذي اراده لها الشعب المصري ان تسير فيه .
    في هذا الظرف الدقيق يكون من طبيعة الامور ان تقف القوى والمؤسسات الدينية في مصر سواء اسلامية او مسيحية في الصف الامامي لتنبه الشعب المصري وتحذر من الوقوع في الفتنة وتدعوه الى اليقظة وتبين له معالم الطريق , وفي هذا السياق جاءت تصريحات مفتي مصر وبيانه الذي دعى فيه المصريين الى اعطاء الانتخابات اخطر الاهمية , وان اصواتهم امانة فلا يضيعوها داعيا الى التحشد باتجاه صناديق الانتخابات , ودعوة مفتي مصر تاتي من مرجعية دينية محترمة وفي محلها وظرفها وهي تسير على خطى الدور الذي نهضت به المرجعية الدينية العليا عندنا في العراق ممثلة بالامام السيستاني الذي وقف طودا شامخا صد كل العواصف التي هبت للاطاحة بتجربة العراق وتطلعات الشعب العراقي . ان مراجع الدين في اي بلد انما ينظرون الى الخط العام الذي يجب ان تسير فيه قافلة الشعب واما التفاصيل فهي متروكة للقيادات الميدانية , لكن مع كل الدور الذي نهضت به مرجعية النجف الاشرف - وهذا شانها في الدفاع عن المصالح العليا للعراق وللبلاد الاسلامية - فقد تعرضت لتخرصات ظالمة واتهامات غير لائقة من قبل قوى وجهات ونفر ليس له الا مصالحه , وليس له الا العمل من اجل ارجاع عقارب الساعة الى الوراء وهيهات ذلك . لو سئلت مرجعية النجف الاشرف عن رايها في توجه الشعب المصري للانتخابات لكان جوابها على ما اعتقد كجواب مفتي مصر لا يختلف عنه وهو الحرص على مصر ومستقبلها . فهل ينتهي المتقولون على المرجعيات الدينية بالباطل عما هم عليه ويبصرون بقلوبهم وعقولهم واعينهم الدور الوطني الذي تنهض به هذه المرجعيات ام على قلوب اقفالها ؟ .
  نصوص من بيان المفتي كما ورد في وسائل الاعلام :
أكد د.على جمعة مفتى الجمهورية على ضرورة تكاتف المصريين جميعا من أجل إنجاح العملية الانتخابية، باعتبارها أولى الخطوات فى اتجاه الاستقرار السياسى والاقتصادى وبناء مؤسسات الدولة فى عصرها الجديد.وشدد المفتى على ضرورة أن تقوم كل الأطراف بمسئولياتها تجاه إتمام تلك الانتخابات، سواء على مستوى مؤسسات الدولة أو الأفراد، مطالبا شباب مصر الواعى بأن يقوم بدوره التاريخى فى المشاركة فى صنع غد أفضل لوطنهم الغالى، جاء ذلك فى بيان أصدرته دار الإفتاء المصرية بمناسبة بداية المرحلة الأولى من العملية الانتخابية.
وحمل المفتى فى بيانه الشعب المصرى ما أسماه "مسئوليته التاريخية" تجاه اختيار برلمان يصنع دستورا للبلاد تتأسس عليه الحياة عقودا من الزمن، مطالبا المصريين بضرورة التدقيق فى الاختيار وترشيح الأفضل والأصلح وصاحب الكفاءة حتى تعبر البلاد إلى بر الأمان، وأوضح أن معايير الاختيار لابد أن ترتكز على ما لفت إليه القرآن الكريم حين قال: "إن خير من استأجرت القوى الأمين"، وقوله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: "اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم"، فالأمانة والعلم والقدرة على فهم طبيعة المرحلة، والبرنامج الذى يراعى المصالح العليا لوطننا الحبيب كلها يجب أن تكون أسسا للاختيار.. حسب تعبير البيان.
وأشار المفتى فى بيانه إلى ضرورة الخروج والتصويت باعتباره شهادة شرعية، لافتا إلى أن من يكتم تلك الشهادة فهو آثم شرعا، وخاطب المفتى جموع الشعب المصرى قائلا: "إن أصواتكم أمانة فأعطوها لمن يستحقها.."، مشيرا إلى أن ما يتم من تجاوزات داخل العملية الانتخابية كشراء الأصوات وتزويرها هى ممارسات محرمة شرعا وفقا لعشرات الفتاوى التى أصدرتها دار الإفتاء من قبل.
ولفت المفتى إلى أن عالم الدين ينبغى أن يظل بعيدا عن السياسة بمعناها الحزبى الضيق، وأن يترك الاختيار للشعب مشددا على ضرورة أن يبقى عالم الدين ملكا لكل الأطراف، وأن يضطلع بدوره فى توعية الجماهير وقيادتها نحو ممارسات صحيحة، تتفق والقيم العليا، لتحقيق مصالح الفرد والمجتمع.



 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11712
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16