• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أين مصلحة العراق .
                          • الكاتب : رياض البياتي .

أين مصلحة العراق

عفوا أبناء الشام أن لم تفهموا لماذا تقف الحكومة  العراقية على الحياد بين الجلاد والضحية الم نكن نحن العراقيين نستصرخ العالم من النسخة العراقية لطغاة البعث  الذين  يمارسون ألان العنف المفرط  ضد الشعب  السوري قد يبدوا الأمر غريبا عليكم ولكن  نحن أبناء  العراق الذين لم نغادره  لدينا تفسير لذلك فحكامنا بمعظمهم كانوا ولسنوات طويلة خارج العراق ويعيشون بمأمن من قبضة النظام الظالمة ولذلك هم سمعوا منا نحن أبناء الداخل  عن الظلم الذي كنا نتعرض له من حكامنا عندما كان معظمهم  يعيشون بأمان في خارج العراق ولكني كعراقي من أبناء الداخل أدرك حجم معاناتكم وأتمنا لو استطعنا نحن العراقيين إن نحذو حذوكم  بدل إن نلجأ الي الاستعانة بالعالم المتحضر لكي ينقذونا   ورغم أنكم ظلمتمونا في البداية  عندما قبلنا خيار الخلاص عن طريق الأمريكان ولكنكم بدأتم بادراك ذلك الآن  وتفهمتم  ما دفعنا الي ذلك  فقد كان خيارنا الوحيد 0 أنا ابتهل مثل الكثيرين غيري إن يجنبكم ( الله )هذا الحل أنكم يا أعزائي تصنعون تاريخا جديدا للشعوب المضطهدة بمواجهتكم أعتا الطغاة اللذين عرفهم التاريخ لقد حاولنا نحن العراقيين قبلكم في العام   1991 إن نقاتل  نفس الطغاة ولكن الزمن لم يكن معنا وشبكة ألنت التي تحولت  أداة رئيسية لعرض قضايا المظلومين  هي وشبكات ألاعلام الجديد التي وضعت الظلم إمام الشاشات ليشاهد العالم ما يحصل في نفس وقت حدوثه لم تكن موجودة وهكذا ذبحنا بصمت ومن ثم حوصرنا نحن أبناء العراق وعرفنا الجوع الذي لم نعرفه قبلا  كل  هذا لم يعرفه قادتنا الجدد الساكنين في أوربا وقسما من دول الجوار في ذلك الحين 0
  واعذرونا عندما لا نفهم  معكم كيف يصبح ابن الطاغية الذي  كان والده احد أسباب أطالة حرب لا معنا لها بين العراق وإيران  إن شحنات السلاح الي إيران و أغلاق أنبوب  النفط كان احد أسباب أطالة حرب كان ضحيتها أبناء بسطاء العراقيين الذين كانوا وقودا لها إن أغلاق أنبوب النفط العراقي قد يكون أسس لحرب الكويت  فابسط الحسابات تشير إن العراق كان يمكن له أن يحصل على ما لا يقل عن عشرين مليار دولار عائدات من النفط العراقي المار من خلال هذا الانبوب  في الاراضي السوريه طوال سنوات الاغلاق وهذا المبلغ اكبر من المبالغ التي طالبت بها الكويت وأدت الي الكارثة الم يكن الرئيس الراحل الآسد الأب طرفا فيها ففي صراعه مع رفيقه بالحزب كان الضحية هو الشعب العراقي وهو العسكري المتمرس  كان عليه أن يدرك إن أطالة الحرب لن تسقط النظام بل أنها من جهة أخرى أضعفت مقاومة الشعب لمصلحة تقوية النظام 0 إن ألابن الذي وهبه والده جمهورية   اغرق العراق بعد إن تحرر من حكم الطاغية بحمام دم فقد أرسل ودرب وسهل مرور كل القتلة الراغبين بالتوجه الي العراق الذين أحالوا البلاد الي ساحة حرب دون كيشوتيه ضد الامبريالية الأمريكية كما يدعون إن هذه الحرب غير المقدسة احرقت الأطفال والنساء ودمرت المساجد والمدارس وقتلت العمال وهم ينتظرون رزقا شحيحا ليقدموه لأطفال معوزين ينتظرون أباء لن يعودوا لبيوت لا تصلح  ألا ابسط متطلبات الحياة قد مزقتهم قنابل سفراء السيد الاسد الي العراق اعذرونا يا أحبانا أبناء الشام الآماجد فأننا لا نفهم معكم لماذا لم يميز حكامنا بين الجلاد والضحية إن من يساند الجلاد يمكن فهم أسبابه  قد يكون وفاء لما حدث في حرب الخليج الاولى  أو لبناء أمبراطوريه يحلمون بها ولكن مصلحة العراق تتعارض مع هذا التوجه فمخاطر تصدير النفط عبر الخليج  وتهديدات ايران  بأغلاق ممر هرمز ما زالت قائمة وسوف تستمر فهناك حرب بترول إطرافها معروفة سوف تندلع عاجلا أو أجلا  واضعف حلقاتها هو العراق  فمع وجود ميناء مبارك الجديد سوف تصبح أمكانية العراق التصديرية محدودة 0 وسوريا هي الممر الاستراتيجي البديل  عن  الخليج  والرديف ذو الجدوى  الاقتصاديه الذي يخدم سوريا ذات الموارد المحدودة والعراق الذي قد يمتلك احتياطي اكبر مما هو معلن حاليا مع خزين  كبير من الغاز يجعله منافسا كبيرا للدول  المصدرة للغاز ومنها إيران. إن الممر الطبيعي لهذا الغاز وصولا الي اؤربا هي  سوريا وهو ما يوفر لكلا البلدين مصادر اقتصادية هم بأمس الحاجة لها إن من مصلحة العراق أن يكون صديقا للشعب السوري قبل الحكومة السورية وان يتخلص كلاهما من حزب أذاق الشعبين أنواع العذاب 0 إن انزلاق سوريا لحرب أهلية لن يخدم العراق أصلا بل قد ينزلق  هو ألا هذه الحرب  أنها تذكرة لحكام لا يدركون حركة التاريخ ولا يقدرون مصالح شعوبهم مرة أخرى تحية للأبطال الشام وهم ينازلون الطغاة عليهم إن يتذكروا إن هؤلاء  الحكام  يقتلوكم و يدفعونكم الي تشرذم  طائفي  لن يخدم إي طائفة في  سوريا  ولكنكم اكبر من هذه اللعبة  فلا تنجروا الي هذا الفخ0 فالدرس العراقي ماثلا أمامكم  ولن تخدمكم إلا الدولة الديمقراطية المدنية 0
رياض ألبياتي
ت 2  2011


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11679
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16