العراقيُّون بإزاء الانتخابات النيابيَّة القادمة على ثلاثةِ أَقسامٍ أَساسيَّة؛
القسمُ الأَوَّل؛ هو الذي يتلفَّع بالقول المشهور [مَيفيد] فهو يائسٌ من التَّغيير ولا يجدُ أَيَّ بصيص نورٍ في نهاية النَّفق المُظلم!.
وهذا القسم هو الذي يدعو الى مُقاطعة صُندوق الاقتراع وعدم المشاركة في الانتخابات على اعتبار أَنَّ النَّتائج معروفة سلفاً وأَنَّ كلَّ شَيْءٍ سيكونُ على ما هو عليه منذ ١٤ عاماً ولحدِّ الآن! فأَفضل أَن لا يشترك المواطن بالانتخابات حتى لا يتحمَّل وِزر الفساد والفشل واستنساخ نفس الوجوهِ الكريهة التي لم تجلب الخيرَ للعراق!.
إِنَّ القاعدة الأَساسيَّة التي يبني عليها هذا القسم تصوُّرهُ للأَمر هو [الهدم ثمَّ الهدم ثمَّ الهدم] من دونِ أَن يقدِّم لنا أَيَّ بديلٍ!.
وفِي الأَثناء يتخفَّى [أَيتام الطَّاغية] بينهُم ليُعيدوا عقارب الزَّمن العراقي الى الوراء!.
القسم الثَّاني؛ وهم الأَغلبية، هم القافِلونَ على زعاماتهِم وكُتلهِم وأَحزابهِم وقوائمهِم!.
هذا القسم كان قد حدَّد خياراته منذ التَّغيير ولا يفكِّر في تغييرها مهما كان الأَمرُ!.
وهو القسم الذي يضمُّ [المؤَدلَجين] والحزبيِّين والطائفيِّين والمناطقيِّين والعنصريِّين والعشائريِّين والوصوليِّين والمستفيدين والطبَّالين والهتَّافين والمُغفَّلين وغير ذلك!.
هذا القسم لو ثبُت لَهُ بالأَدلَّة القاطعة والبراهين الثَّابتة أَنَّ الزَّعيم الفلاني هو الذي قتلَ أَباهُ! لما غيَّر رأيهُ ولما بدَّل خياراته! فهو كما يُعبِّر عَنْهُ العراقيُّون [قافل] على القائد الضَّرورة والزَّعيم الأَوحد والسيِّد القائد والقائد التَّاريخي والزَّعيم أَو الخالد! فإذا غيَّبهُ الموت فزوجتهُ أَو ابنهُ او حفيدهُ أَو حتَّى ذكرى مِنْهُ!.
إِنَّ قاعدتهُ الأَساسيَّة التي يبني عليها خياراته هي [ليس بالإِمكانِ أَفضل ممَّا كان] و [الحرامي الذي تعرفهُ أَفضل من الحرامي الذي لا تعرفهُ]!.
أَمَّا القسم الثَّالث؛ وهم الأَقليَّة القليلة والضئيلة جداً، فهو الذي يتشكَّل من شريحةٍ تحاول الإِصلاح والتَّغيير من خلال صُندوق الاقتراع بشرط وعي العمليَّة الديمقراطيَّة ومعرفة كيف تعمل في البلدان الديمقراطيَّة وما هي آليَّات التَّغيير والإِصلاح بما هو ممكنٌ ومُتاحٌ من دون الغرق في الأَحلام والتَّنظيرات غير الواقعيَّة أَو اليأس أَو ما إِلى ذلك!.
هذا القسم يحاولُ إِشاعة ثقافة الديمقراطيَّة وشرح أَدواتها للنَّاخبين من أَجل تَوسعة رُقعة هذا القسم على حسابِ القِسمَين الأَوَّل والثَّاني والَّلذان لا يمكن أَن يفعلا شيئاً ملحوظاً أَبداً بطريقتهم المعهودة الحاليَّة!.
كما يسعى هذا القسم الى التسلُّح بالموقف الوطني الذي لا يميل لصالح قائمة انتخابيَّة على حساب قوائمَ أُخرى وذلك من أَجل أَن يحتفظ بدرجةٍ عاليةٍ من المصداقيَّة عند النَّاخب وهو يسعى لاقناعهِ وتثقيفهِ وتعليمهِ وزيادة وعيهِ الديمقراطي والانتخابي!.
أَنا شخصيّاً أَحسبُ نفسي على القسم الثَّالث، ولعلَّ المُتلقِّي الكريم لمسَ ذلك إِذا كان مستمرّاً على المتابعةِ والرَّصد!.
فأَنا لا يهمَّني من السِّياسي والمسؤول والمرشَّح إِسمهُ ورسمهُ وزيَّهُ وأُسرتهُ وحزبهُ ودينهُ ومذهبهُ وقوميَّتهُ وعلمهُ وثقافتهُ، فكلُّ ذلك لنفسهِ، إِنَّما المهمُّ عندي أَن يُثبت جدارةً في موقع المسؤُوليَّة الذي يتصدَّى لَهُ سواء من خلالِ صُندوق الاقتراع أَو من خلال التَّعيين! فينجح ويحقِّق ما يصبو إِليهِ المُواطن!.
إِذا فعلَ الشيء الصَّحيح صفَّقتُ لَهُ وإِذا فعلَ الشيء الخطأ أَلقمتهُ حجراً! فالمسؤولُ موظَّفٌ عِنْدَ المواطن مهما علا موقعهُ في الدَّولة ومؤَسَّساتها!.
إِنَّ الإِنجاز والنَّجاح هُما المِعياران الوحيدان اللَّذان أَتوسَّمهُما في المسؤُول وما دون ذلك أَدواتٌ لتحقيقهِما! وهذا، برأيي، هو مبنى العُقلاء.
*يتبع...
٦ آذار ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com