من عبد الأمير معله إلى صباح عنوز النجف تنهض من جديد
هنيئا لمدينة النجف المسخ
هذه هي الحقيقة , ولمن لا يرى في الغربال فهو مصاب بعمى الجهل أو المصلحة أو فقدان الوعي أو هو جزء من ثلة الممسوخين ,,هذه هي النجف التي لطالما قلت أنها أصيبت بالخرف إذ هاهي تحتفي بجلاديها وها هي تكرم عتاة طغاتها كما اعتادت دوما كوفتها أن تهزج لمعاوية وتستجدي ابن زياد وتنحني لكل للأرباب من يزيد الي صدام وانتهاءا بقاصف قبة سيدها علي وهاهي كما اعتادت أن تستتر و كما العاهرات خلف برقع البكاء مع زينب تارة ومع الصدر تارة أخرى وأخيرا مع كل من ظن إن فيها بقية من حياء أو دين أو عروبة هاهي هي ترجم البعث وهي تسجد له وتكًرم خدمته ها هم رموزه يصطفون محيين قباحتها فهي لا تستحي أن ترقص على دماء شهدائها وتستذكرهم وهي تغمز للقتلة وتطلب ودهم هاهم أعضاء الفرق والمزدهون بالزيتوني ومفخخوا العقول والأجساد يستذكرون الرواد الذين ضاجعوا سرير العذراء المقدسة المسماة النجف , يتذكرون عبد الأمير معله وأمير الحلو وكامل الشرقي وحميد المطبعي من منا لا يذكر ألف باء وبابل عدي صدام حسين وذكريات جريدة القادسية ,,أيام مجد النضال المستعاد وهاهم صباح عنوز ويسار الشماع ويحيى السلطاني وطالب الشرقي وحسن الحكيم يقفون ليذكرونا أننا يجب أن نُمنح شهادات عليا في الغباء والسذاجة والاستحمار ,,لأننا كنا نتوهم أن اليوم غير الأمس وبأن يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم وغيرها من الخزعبلات التي ملأ وعاظ الخمس والجهل والعمالة أدمغتنا بها و نسينا أنهم هؤلاء الأبواق هم الظالمون , لقد ظلموا عقولنا واعتاشوا على أوهامنا وهاهم وبنفس السمفونية يعزفونها لذات الطغاة وبنفس الأسلوب وهاهي عمائم الجهل والتآمر هي هي , تكرم البعثيين الجدد والقدامى وتحتفي بهم من جديد ,,إنها فلسفة جديدة في التاريخ لم يكتشفها لا ويل ديورانت ولا الطبري ولا محمد باقر الصدر إنها فلسفة إن فاقد الهوية والمسخ لا يمكن أن تنطبق عليه فلسفة ,,وان هنالك ثقافة بلا لون ولا طعم ولا رائحة ,,وهكذا هي النجف مسخ لعاهرة لا تستنكف أن يعتاش على جسدها حتى اشد الساديين في تعذيبها ,,ولا يستغرب أن نعيش غرباء فيها فلا نحن من ذوي الفروج لنركب سروج المناصب كما تقول روايات آخر الزمان ولا نحن من أصحاب الخلفيات سواء البعثية أو السمينة المنتفخة التي سربلت عليها السلطة ورجالها سربال الصحافة أو الثقافة أو المقاولات فأضحت لا تنزعه إلا بإذن ولي نعمتها حتى لو ضج الناس بالصياح يا مأبون يا مابون حتى ينقطع النفس ,,إنها فعلا مدينة لا يمكن أن نعيش فيها إلا أن نشرب من حيض عهرها فنجن حالنا حال كل القوم أو نهرب الي حيث لاأناس يدعون ولاءهم لعلي أو أي من أهل بيته أو لربما علينا أن ننتظر رصاصة الكاتم لكي تكتم ما بقي من أصواتنا المبحوحة واعتقد إنها النهاية الأفضل فعلى الأقل سوف يقال انه أراح واستراح فهذا يكفي فالموت الذي سيكون فيه راحة للنجف ومسوخها أهم ما نرجو التقرب به عند الله . |