قبيل إعلان السفير “السعودي” في بغداد عبد العزيز الشمري في يناير الماضي، إعادة افتتاح القنصلية “السعودية” في البصرة والتي أُغلقت منذ العام 1990، بادر سماسرة عراقيون محسوبين على التيار الصدري بترتيب عمليات بيع أراضي زراعية في البصرة “للسعودية” وذلك مع اقتراب موعد الإنتخابات التشريعية في العراق. مراقبون للشأن العراقي وصفوا ردّة فعل المجتمع الجنوبي في العراق على قرار افتتاح القنصلية في البصرة بغير الحماسيّة، حتى أن السياسيين التابعين للجناح السعودي في البرلمان العراقي لم يلقوا أي ترحيبٍ بالأمر، بإستثناء حملات الترويج مدفوعة الثمن والمُفتعلة من الجانب “السعودي”، إذ اقتصر التمجيد على بعض شيوخ القبائل والأدباء الذين أشادوا بإعادة ترتيب العلاقات بين البلدين. تواكب إعلان الشمري عن إفتتاح السفارة السعودية في البصرة مع شراء اراضي زراعية واسعة في المحافظة النفطية من قبل “السعودية” وذلك بحسب ما كشفته مصادر مطّلعة الى صحيفة الأخبار اللبنانية، اذ أعلنت عن قيام وسطاء عراقيبن ينتمون إلى التيار الصدري وبالتحديد من لجنته الإقتصادية التي سبق وأن حلّها زعيم التيار مقتدى الصدر، حيث نقلت المصادر أن الوسطاء يقومون بإبرام عقود البيع عبر مكاتب عقارية تابعة لتيار الصدر. المصادر المطّلعة ربطت خطوة الوسطاء أي تنسيق عملية بيع الأراضي الزراعية “للسعودية” بزيارة مقتدى الصدر إلى الرياض ولقاء محمد بن سلمان في أواخر العام الماضي، ما دفع محللون سياسيون للقول أن تلك الزيارة جاءت كنوع من التنافس السياسي لكسب الموقف الصدري في خضم المعركة القائمة ما بين الرياض وطهران، وخصوصاً مع اقتراب موعد الإنتخابات التشريعية في العراق. وبدوره أكّد عضو مجلس محافظة البصرة كريم الشواك في حديثه لصحيفة “الأخبار” اللبنانية مشاركة أطراف عراقية بالتدخل “السعودي” في البلاد وذلك لأسباب حزبية، أما عن التمدد “السعودي” في الجنوب فقد أرجأ ذلك إلى الفوضى التي يمر بها العراق واصفاً هذا التدخل “بالإجتياح السعودي” في بيئة طاردة للرياض بفعل تورّط الأخيرة بدعم الإرهاب منذ زمنٍ طويل. في المقابل نفى صلاح العبيدي المتحدث بإسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم الجمعة 9 فبراير، ما تم تداوله حول شراء “السعودية” أراض واسعة في محافظة البصرة، عبر وسطاء ينتمون إلى التيار، معللاً ذلك بأن تقارب العراق من بعض الدول الخليجية “يبغض البعض” من دون تقديم أي أدلّة واضحة تثبت العكس.
المصدر مرآة الجزيرة
|