في تسجيل مصور تحت عنوان ( علي قسيم الجنة والنار ) كما هو واضح في اليافطة التي الظاهرة خلف أحمد الكاتب في الفديو الموجود على اليوتيوب .
إدعى احمد الكاتب أن الشيعة الغلاة إخترعوا حديث ( علي قسيم النار والجنة ) ، وإكتفى لتفنيد هذا الحديث بأن الغلاة الشيعة هم من إخترعوه ؟! أولاً : لم يثبت ضعف سند الحديث أو متنه .
ثانياً : إدعى أن الحديث أول من رواه الصدوق وفي القرن الرابع الهجري
ثالثا : أخذ يحاول أن يجعل الحديث دليلا للتفرقة بين المسلمين
لغرض ألإجابة والرد على تخرصاته
1- جاء في طبقات الحنابلة (قال وسمعت محمد بن منصور يقول كنا عند أحمد بن حنبل فقال: له رجل يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال: " أنا قسيم النار " فقال: وما تنكرون من ذا أليس روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " قلنا بلى قال: فأين المؤمن قلنا في الجنة قال: وأين المنافق قلنا في النار قال: فعلي قسيم النار.)
2- قضية كون الحديث قد إختُرِعَ في القرن الرابع ، هذا إفتراء من أحمد الكاتب ؟! كيف ؟ وإن أحمد بن حنبل قد ولد في سنة 164ه وتوفى في سنة 241 ه كما جاء في ترجمة أحمد بن حنبل في جميع كتب الرجال ، أي أن هذا الموضوع قد كانت له أوليات قبل القرن الرابع وأن الشيعة براء من الغلو في فضائل ألإمام علي عليه السلام .
3- المراد من أنّ علياً (عليه السلام) قسيم الجنة والنار واضح وبسيط، فكما أنه من الواضح أن الايمان بالله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) واليوم الآخر هو الفيصل والقسيم بين الجنة والنار عموماً فكذلك تكون الامامة وولاية علي (عليه السلام) قسيم وفيصل خاصة بين الجنة والنار لأهل الاسلام مصداقاً لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (وستفترق أمتي الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) فالمميز للمسلم الحقيقي ولأهل الجنة من أهل النار من المسلمين هو إمامة علي (عليه السلام) فالمعتقد بامامته وكان كامل الايمان يكون من الفرقة الوحيدة الناجية بنص الحديث الشريف.
ومصداقاً لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية) و(من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية), فالمقصود من وجوب مبايعة إمام ليس هو أي كان حتى لو كان فاسقاً أو قاتلاً لاخيه أو أبيه وإنما هو الامام المنصوب والمنصوص.
وكذلك المراد من كون ميتته جاهلية بأنه ليس بمسلم ولا مؤمن لأن الامامة مكملة الايمان الصادق الحقيقي، فيكون علي بهذا المعني قسيم الجنة والنار ، وليس كما تخرص أحمد الكاتب بأن حب علي عليه السلام فقط هو الفيصل لدخول الجنة كما ألصق هذا ألإدعاء بالشيعة . ولقد جاء في الصواعق المحرقة لإبن حجر (وأخرج الدارقطني أن عليا قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاما طويلا من جملته أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيري قالوا اللهم لا
ومعناه ما رواه غيره عن علي الرضا أنه قال له أنت قسيم الجنة والنار فيوم القيامة تقول النار هذا لي وهذا لك
وروى ابن السماك أن أبا بكر قال له رضي الله عنهما سمعت رسول الله يقول لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز
4- الحب في الاصطلاح الشرعي يعني العقيدة والاتباع لا مجرد العاطفة النفسية المتعارف عليها بين الناس، قال تعالى: (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) (آل عمران:31)، فهذه الآية صريحة في التفرقة بين دعوى الحب، الذي سميناه بالحب العاطفي المجرد والمتعارف بين الناس، وبين الحب الشرعي الذي علّقه المولى سبحانه على وجوب الاتباع ثم رتّب عليه لزوم المغفرة.. وحب علي (عليه السلام) ضمن هذا المعنى، إذ هو يدخل في الاصطلاح الشرعي للحب، وكما ورد في صحيح مسلم عن علي (عليه السلام) أنه قال: ((أنه لعهد النبي (ص) أن لا يحبني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلا منافق)) (ج1 ص60 طبعة دار الفكر ـ بيروت).
|