ان قرار حل الحشد المقاوم المبارك هو قرار غير حكيم و ينم عن جهل بالمتغيرات السياسية و المؤامرات التي تحاك بالسر ضد العراق و شعبه وان هذا القرار الذي يتسم بالغباء السياسي جاء متناغما و منسجما مع ارادة امريكا والكيان الصهيوني و الكيان السعودي وفق المعطيات التالية.
اولا : انه لولا الحشد المقاوم المبارك و وقفته الشجاعة والباسلة في الدفاع عن العراق و شعبه و الشرف والمقدسات ولولا تضحيات ابناء الحشد المقاوم المبارك لضاع العراق وشعبه والشرف والمقدسات وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان
ثانيا : ان ابناء الحشد المقاوم المبارك يقاتلون عن عقيدة وايمان بالمبادئ الى درجة الثبات و الشهادة في ما يؤمنون به وهذه الصفة المعنوية هي اهم مقومات النصر التي تعتمدها الجيوش في العالم وتجربة فيتنام التي هزمت امريكا بكل جبروتها و غطرستها هزمت هزيمة نكراء وتجربة حزب الله المبارك في لبنان التي هزمت اقوى واعتى جيش في الشرق الاوسط وهو جيش الاحتلال الاسرائيلي وحطمت اسطورته (الجيش الذي لا يقهر) ومرغت انفه في وحل الهزيمة و الذل والعار هي خير شاهد على ذلك
ثالثا : ان الجيش العراقي يفتقر الى العقيدة العسكرية وهو متعدد الولائات وهناك قسم كبير من قادة الجيش العراقي هم من قادة حزب البعث الفاشي و تجربة سقوط الموصل هي خير شاهد على ذلك حيث سقطت الموصل خلال ساعتين عندما كان يتواجد بها اكثر من 150 الف مقاتل من القوات الامنية العراقية وهربت امام 600 مقاتل من تنظيم داعش الارهابي وهذا باعتراف كبار قادة الجيش العراقي
رابعا: ان المنظومة الفكرية لدول الجوار هي منظومة تدين بدين الوهابية التي تكفر غالبية الشعب العراقي (الشيعة) مثل السعودية و الاردن و سوريا و الكويت و تركيا و ستظل هذه الدول البوابات الكبرى لتصدير المجاميع الارهابية للعراق وهناك مئات الفتاوى التكفيرية التي تكفر الشيعة في العراق و تستبيح دمائهم صدرت من فقهاء ال سعود وهي محفوظة في ذاكرة الاعلام لمن يحب ان يراجعها
خامسا :ان هناك سيناريو متكامل الصفحات العسكرية و السياسية و الاعلامية و هو بانتظار ساعة الصفر لمرحلة ما بعد داعش حيث جرى تدريب اكثر من 60 الف مقاتل من بقايا فدائيو صدام و حزب البعث و ضباط الحرس الجمهوري و مقاتلين من العرب و الاجانب جرى تدريبهم في الاردن و تركيا و تونس و الجزائر تحت عنوان (تنظيم الجهاد و السلفية) و بتخطيط وتدبير و مباركة امريكا و اسرائيل
سادسا : ان هناك مخططا للادارة الامريكية لاحتلال العراق من جديد و السيطرة على النفط و نهب خيرات البلد بقوات يصل عددها الى ثمانون الف جندي و هذا بأعتراف البنتاغون و العراق هو من الناحية الفعلية يعتبر محتل من قبل امريكا فالسفارة الامريكية في بغداد هي اكبر سفارة في العالم و عدد الجنود و المستشارين و ضباط المخابرات ال CIA الموجودين فيها يقدر حوالي 15 الف شخص بالاضافة الى وجود اكثر من 10 الاف جندي امريكي على الارض العراقية و مستشارين ضمن قوات ما تسمى التحالف الدولي
سابعا : هناك مصطلح في القاموس العسكري يسمى (الخطر الافتراضي The default risk) وهو نظام تعمل به كل الجيوش المتطورة في العالم مثل امريكا و بريطانيا وفرنسا حيث تقوم هذه الدول بانشاء قوات عسكرية (سرية) رديفة للقوات المسلحة تستخدم في حالة حدوث خطر مفاجئ لم يكن في الحسبان .
ان ساسة الشيعة في العراق لا يفقهون من السياسة شيء غير اسمها و هم لا ينظرون ابعد من انوفهم وليتهم يكبرون عقولهم كما يكبرون كروشهم لكان المجد الشيعي يلامس عنان السماء .
ان الاصوات التي تنادي بحل الحشد المقاوم المبارك انما هي صدى لارادة امريكا واسرائيل ومحميات الخليج لان الحشد المقاوم المبارك حطم المشروع الامريكي الصهيوني في احتلال العراق وتقسيمه وهو القوة الوحيدة التي تستطيع ان تقف في وجه الاحتلال الامريكي القادم و الحشد المبارك اصبح اليوم قوة قاهرة لا تقاوم وهو الوحيد يستطيع الوقوف في تحطيم احلام عميل امريكا و اسرائيل مسعود البارزاني في تقسيم شمال العراق و جعله جزءا لا يتجزء من اسرائيل الكبرى و بأختصار شديد فأن الحشد المبارك اصبح شوكة في عين امريكا واسرائيل لذلك تحاول امريكا التخلص منه و سوف يدفع الشيعة و ساستهم الاغبياء ثمنا باهضا اذا اقدموا على حل الحشد المقاوم المبارك و سوف يندومون ندما شديدا حيث لا ينفع الندم كما ندموا على خذلانهم لسيد الشهداء الامام الحسين (صلوات الله عليه)
ان على الطلائع الثورية للمقاومة الاسلامية ان ترفض و تقاوم و بكل قوة قرار الادارة الامريكية و الذي يقضي بحلها ولا تعبأ بذيول امريكا من السياسيين العراقيين فأنهم مهما علوا فسيبقون مجرد ذيول قذرة ذليلة لامريكا واسرائيل ويبقى القرار الاول و الاخير في مسألة حل الحشد المبارك هو للمرجعية الرشيدة و التي تمثل النيابة المطلقة لزعيمنا العظيم الامام المهدي (ارواحنا له الفدا) وان الشيعة اليوم بين امرين اما الكرامة او الذلة (وهيهات من الذلة) وان الحق الا يأتي الا من فوهات البنادق و قصيدة في العشق لا تكتب الا بالدم.
قال تعالى ((ان تنصروا الله ينصركم ويثيت اقدامكم)) صدق الله العلي العظيم
والعاقبة للمتقين
|