• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : رحلة شاعر الى حيث تنزفُ التواريخُ محنتها .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

رحلة شاعر الى حيث تنزفُ التواريخُ محنتها

تركت الخطيب ناعيا، وارتجلت مخيلتي الى عوالم بهجة، أشعل الروح أفياء لقاء، وأطوف جنوني الى سنا هذا الوجد في يوم مقتله الزاكي، رأيت هناك الأرض تنزف محنتها، وعلى جبين رابية قرأت: (علي بن الحسين بن علي سلام الله عليهما، أمه شاه زنان، والولادة 5 شعبان 38هـ القاتل: الوليد بن عبد الملك، ومكان الدفن: البقيع)، وأنساب مع نهر الدم الى قلب المعنى، وقفت أمام علامة استفهام كبيرة أسألها: كيف نجى السجاد (عليه السلام) من واقعة الطف، وشاغلت نفسي عن أي تفسير، فأنا مقتنع بأنها عناية الله تعالى لا غير، ليبقى نسل رسول الله (ص) يواجه الطغاة في كل حين، وإلا ماذا نرجو من قوم ذبحوا رضيعاً همّ أبوه لتوديعه، كنت أسمع نحيب رابية قريبة عني، التفت اليها وإذا بها تخبرني:ـ استلم السجاد (سلام الله عليه) الإمامة عام 61 هـ بعد مقتل الحسين (عليه السلام)، قلت: أريد أن تحدثوني عن أشياء أثمرت بها التواريخ عندكم؟ قالت رابية وهي تحدثني عن أخلاق الإمام:ـ إن رجلاً شتمه، فقال له: إن كنت قلت ما بي غفر الله لي، وإلا فغفر الله لك. قلت أبحث عن ثمر التواريخ، وأرى امامي مجامر ومجازر وأهلاً ودموعاً وما تبقى من قبور، ولجت غار المعنى أبحث عن ضحى الكلمة، وأسمع سيدي السجاد ينادي بأهل الكوفة: (أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات)، وسمعته ينادي بأهل الشام: (أنا ابن مكة ومنى.. انا ابن زمزم والصفا.. انا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء)، نهضت تاركاً خلفي اشتعالات النداء، أبحث عن ما يتوج الرايات بزهو هذه الرؤيا الجليلة، والدنيا أشعرها تمطر تواريخ ورؤى، أستكين تحت ظلال تأريخ، لأقرأ:ـ (الإمام الحسين عليه السلام، كسر حاجز الخوف بنهضته، وساهم الامام السجاد عليه السلام بإثارة الرأي العام، ففتحت الباب على مصراعيه امام الثورات).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=113576
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 01 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15