لا احد يعرف قيمة البصرة إلا أبنائها والعراقيين الاصلاء الذين يعرفون مدى أهمية ثغر العراق الباسم ماضيا وحاضرا ومستقبلا ,ولكوني أتشرف باني احد أبنائها فان للبصرة في ذاتي أكثر من قيمة وللبصريين أكثر من محطة اعتزاز واحترام وتقدير,وما حرمانها من خليجي (القرود) 21 إلا عرفانا بحقها وشرفها الذي لايوازيه أو يضاهيه الخليج كله بملوكه وأمراءه وتاريخ شعوبه الموحل بالعمالة,حرمان البصرة من خليجي 21 اعتراف خليجي معلن بمدى أهمية البصرة وخوفهم من مدينة أسست لتحضرهم في يوم من الأيام في التاريخ الغابر وكانت قصورها الشاهقة تدر عليهم بنعم المسك والعنبر والتحضر فيما كانوا يتوافدون عليها بجمالهم ومطاياهم أفواجا أفواجا علهم ينالوا رضا تلك القصور البصرية لتشتري منهم تلك البصرية الجميلة أو ذاك الباشا عطر هنا أو (مكحلة) هناك ,البصرة علمت الخليج في يوم من الأيام كيف يشعر بآدميته ويترك زمن التحفي وينتعل ويتهندم ويترك زمن البداوة وبيوت الوبر والطين وينتقل لأدمي يبني هنا ويدرس هناك .
كانت البصرة خاصرة الخليج ومتنفسهم والمدينة التي يخشون ثقافتها وحضارتها وتاريخها لأنهم بلا ثقافة أو تاريخ أو أي حضارة إلا من قبائل رحالة استوطنت الأراضي وتفتحت عيونها على بناء المدن وتحضرها من البصرة ولياليها وأبناءها البررة ,والاهم من كل ذلك علمهم باشاوات البصرة كيف يلتفتوا للكنوز التي تحت أقدامهم من نفط وثروات حتى علت بيوتهم الطينية ناطحات سحاب ,إلا أنهم حتى الآن ورغم كل المؤامرات التي يقوم بها (الخلايجة) على العراق ثقافيا وفنيا واجتماعيا بقي ذلك الخوف من البصرة حاضرا في نفوسهم من أن تأخذ دورها الريادي لتعري كذبه كبيرة اسمها الخليج ولد في غفلة من زمن كخليلة أمريكا بلا تاريخ أو أي عمق حضاري ,بالمال والعمالة يبنون حضارة قوة إلا أنهم لا يجرؤون بان يبنون قوة حضارة لأنهم لا يملكونها ,البصرة اكبر من أي خليجي جاء بقرار سياسي سخيف واكبر من أي اتحاد كروي لم يكن جديرا بملف البصرة .
قبل أن يجتمع الأخوة في الكويت اجتماعهم التآمري ذاك ليقرروا مصير خليجي21 قلت للزميل ستار المنصوري في استطلاع صحفي بان القرار سيكون نقل الخليجي للبحرين لأسباب سياسية وطائفية صرفة وكنت على يقين تام بان الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم سيقدم نقل البطولة على طبق من ذهب للبحرين جراء عدم أهليته في قيادة مثل هكذا ملف أو الدفاع عنه ,كنت على يقين بان (الخلايجه) يريدون أن يظهروا العراق غير آمنا وان البحرين الذي يهتف ويصرخ الأعلام العراقي بأنه بلد الهيجان الطائفي والتصفية للشيعة هو أكثر آمنا واستقرارا ,قرار طائفي بامتياز ومن يقول عكس ذلك فهو واهم لا بل هو خائن وعميل لوطنه وطموحات شارعه الرياضي .
المضحك بالأمر إن اتحاد كروي مثل اتحادنا العتيد يحاول أو يصرح القائمون عليه بأنهم الأجدر لقيادة الكرة العراقية لم يستطيعوا الحفاظ على ملف بطولة سخيفة كخليجي 21 التي إن كان في جبينهم لازال نقطة حياء عراقية فعليهم الانسحاب من مثل هكذا بطولة فيها دول لا تريد للعراق خيرا ,اتحاد كروي لم يستطع أن يحافظ على مثل هكذا بطولة متواضعة تشبه إلى حد كبير بطولات الفرق الشعبية فكيف به في الملفات الكبرى والأكثر تعقيدا؟ , لا بل بات واضحا وجليا بأنه اتحاد غير جدير بقيادة الملف الكروي في العراق,لان من فشل في رد الاعتبار للبصرة بالحفاظ على الملف أو الانسحاب من البطولة لا يصلح إلا أن يكون (خراع خضره) أو (فزاعه) تقف بلا حركة أو أي إشارة سعيا (لنش) الغربان التي تريد شرا بالكرة العراقية ,وحتى هذه الطريقة نحن على يقين بأنهم غير قادرين على أن يكونوا حتى (فزاعات) وعليهم أن يحجزوا لهم مكانا في (باب الشرجي) قبل مجيء الجمعة ليبيعوا (حمص بطحينه) للمتظاهرين لأنهم وقتها سيكونون قد قدموا فعلا وطنيا باندماجهم (طحينيا) مع المتظاهرين أفضل من بقائهم على التل (عجينيا) متفرجين.
لا نحزن أبدا على بطولة تافهة كخليجي 21 لان البصرة ستبقى ثغر العراق الباسم بالمحبة والحضارة والتاريخ الوطني والعربي المشرف ,وسيبقى الخليج أساس كل فتنة ومؤامرة وعمالة لأنهم لازالوا يسيرون بروحية البداوة حيث نظريات التخلف (إن لم تكن معي فأنت ضدي) , وكان الله بعون الكرة العراق بهكذا اتحاد كروي مفلس تماما في قيادة الكرة العراقية إداريا وماليا وحتى إعلاميا وهذا ما سنتطرق له في الحلقة الثانية ...لنا عودة . |