حروبنا القادمة  .. حروب الدواء ضد الجراثيم

 انكسرت عاصفة داعش  على جبل العراق . هذا يعني ان البلاد التي ارادوها ان تكون نثارا صارت الان ذات صلادة وتماسك يبعثان على اليأس في افئدة المراهنين .

بالخسارة انتهت حربا خططوا لها  منذ ان شاءت رعونة صدام ان يطرح نفسه امام العالم بطلا يعمي عيون امريكا بقبضة تراب ، والخرائط الجديدة التي اعدوها ، تمزقت كلها ومابقيت الا الخارطة التي حفظناها منذ الصف الرابع الابتدائي  ثم انطبعت في عيوننا وماعدنا نرى سواها خارطة :

(العراق بلد  تحده من الشمال تركيا ومن الجنوب الخليج والكويت ومن الشرق ايران ومن الغرب سوريا والاردن والسعودية )

انتهت حرب التمزيق بالانتصار ، وان الاوان للعراق ان يشن حروبا كثيرة على مكامن المرض فيه  لكي يصوغ  وجوده صياغة  اخرى تجعل منه اسما مميزا بين الامم  بحاضره المتألق ، وليس وطنا يعيش على امجاده السومرية والبابلية والكلدانية والاكدية  والاسلامية .

حروبه المنتظرة ستكون صعبة بلاشك فهي حروب  الدواء ضد الجراثيم الممرضة والجراثيم لمن يفهم في علم البكتيريا لها القدرة على تغيير سلالاتها باستمرار لكي تقاوم كل المضادات التي تستهدفها .

هي حروب الجسد ضد اعضائه الفاسدة التي تضر بالاعضاء السليمة  ، فنحن شعب جاءه الخراب من داخله اولا ، حيث لم نستورد من الخارج زمر  الفاسدين والمتامرين واللصوص والقتلة والواقفين بوجه التطور  والمتزلفين والمتملقين والمداحين  ، انما كل هؤلاء ، وعلى اختلاف مستوياتهم الوظيفية والسياسية هم عراقيون ابا عن جد خرجوا من رحم هذه الارض للاسف .

العراق سيدخل حروبا بلادماء ، لكنها لاتختلف عن الحروب الدموية ضراوة ، ولابد من الانتصار الكاسح فيها لكي  تنتهي ماسي وصل عمرها الى عقود خمسة.