• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نحن و الغدير .
                          • الكاتب : بهلول الكظماوي .

نحن و الغدير

صعد رسول الله منبراً من أحداج الإبل، وخطب فيهم خطبته الشهيرة بخطبة الغدير المسطورة في كتب المؤرخين, واللتي جاء فيها قائلا (ص):
"معاشر الناس! ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى! قال:
من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه كيفما دار".
عزيزي القارئ الكريم:
اسعد الله أيامنا وايامكم جميعاً و جعلنا الله واياكم من المتمسكين بولاية علي امير المؤمنين (ع) ,
والولاية هنا تعني التولّي ( التمسّك و الاقتداء و الطاعة و الانقياد للمثل الاعلى الذي تولاه الموالي).


وهذا يعني أن نجعل من علي (ع) مثلنا الاعلى الذي نقتدي بهدية فنسير على خطاه و نتبع آثاره و نطبّق ما انتهجه, لذلك قد نجد اموي النسب قد انتهج نهج علي ولربما بعكس ذلك نجد علوي النسب قد انتهج نهج ناصبي العداء لعلي, فعلي نهج و مبدأ و ليس ادعاء و سلسلة نسب, بل انه عمل ممنهج.

علي كان يكسب قوته بكد يمينه و عرق جبينه.

علي يرهن درعه ليسدد مصاريف زواجه من فاطمة (ع).

لم تكن مجاملة على حساب الحق (محاصصة او محابات) عند علي (ع) فيتساوي جميع الناس عنده في العطاء مما يسخط طلحة و الزبير, ولكن علي يخاف سخط الخالق فلا يبالي بسخط المخلوقين.

علي يرى بام عينيه اطفال اخيه عقيل (الأعمى) يتضورون جوعاً وهو الخليفة, وهو غير قادر على أغاثتهم لانه بالاساس لا يملك المال مثله, ولا يقدر ان يزيد العطاء لاخيه عقيل لانه غير قادر ان يخرق قاعدة العطاء و يفضل اخيه بالمعاملة عن بقية المسلمين.

علي يقف امام القاضي ليرد اتهامات اليهودي الذي ادعى عليه بعائدية الدرع, فلايملك علي حجة او سنداً بعائدية الدرع له, فيحكم القاضي على علي بان يعطي الدرع لليهودي فيمتثل علي للقضاء ويعطي الدرع الذي يملكه لليهودي, و علي يومذاك هو الخليفة.

علي يرى فرداً قاعداً يسأل الناس الصدقة في ازقة الكوفة فيسأل علي: من يكون هذا المتسوّل فيقولوا له انه نصراني, فتثور ثائرة علي و يقول: وما يعيبه ان كان ذمياً, أعندما كان قوياً استعملتموه و عندما عجز تركتموه, اعطوه من بيت المال ولا تشكلوا ذمة الاسلام به.

فلم يكن علي (ع) طالب دنيا فانية, فهو اكبر من أن يطلب الخلافة وهو يصف خصف نعله اهون من الامرة لولا ان يقيم حقاً او يدفع باطلا.

انه علي, وما ادراك ما علي,

علي (ع) الذي اصبح مولا كل مؤمن و مؤمنة بشهادة الخليفة عمر بن الخطاب(رض).

علي الذي شايعه الشافعي ( رحمه الله ) فمما انشدفيه:

( يا راكباً قف بالمعلّى من منى.....واهتف بجمع حجيجها و الناهض

يا لائمي ان التشيع مذهبي.......افخر بذاك و لست عنه بناقض

ان كان رفض حب آل محمد......فليشهد الثقلان اني رافضي)

علي الذي شايعه بولس سلامة وهو من اخوتنا المسيحيين فقال فيه:

لا تقل شيعة هواة علي......أن في كل منصف شيعيا

هو فخر التأريخ لا فخر شعب ...يدعيه و يصطفيه وليا

علي الذي شهدت له الامم المتحدة بانه اعدل حاكم على وجه الارض : اين انتم منه يامن تدعون انكم شيعة لعلي؟.

اين انتم منه يامن تدعون بانكم من نسل علي؟.

اعزائي القراء الكرام:

العراق بامّس الحاجة اليوم لشيعة تنتهج نهج علي, فليكن هؤلاء شيعة علي سنة, مسيحيين, صابئة,اكراد, عرب, تركمان......الخ... المهم أن يسيروا بركب العدالة الانسانية التي اسس مبادئها علي(ع).

نسأل الله ان يجعلنا و اياكم من الموالين لعلي ( ع) قولاً و عملاً, فلا خير في قول لم يصاحبه العمل.

و دمتم لأخيكم: بهلول الكظماوي.

امستردام في 14-11-2011

e-mail:bhlool2@hotmail.com

bhlool2@gmail.com


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11317
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15