يا عابــرا قد كان في قلبـي..وكنـت فــي نفســـــي أراه
نثرتُ بـــذوره ودّا..فغَـدت سنابــلا تعالـــت فـي سَمــاه
أمدّ من خـلف الزمــان كِلتـا يَـديّ علّـي أبلــغُ مُنتهـــاه
واملأ من ذهب الشمس كؤوس العمــــر..ومـن بَهـــاه
فزارني ليل السهاد ما كنت أحسب أني ســـوف ألقـــاه
واذا الأيام تَمضغ أمنياتي ،ما خطبُها؛وما لغز الحيـاة؟
فغَدت سرابا تبعثـر بين كفيّها..وعلى رُبى الأقـدار تـاه
والصباح الخافت الأضواء قد واراها خلف آفاق صِباه
فبِتُّ خَليّ الفؤاد أحمـلُ قلبــــا يشكـو أثقــال ما اعتـراه
وأطياف الرؤى باتت تؤرقني،فويلـي مما أعانيـــهِ وآه
ما بين عصف الشوق وثـــورة الوَجـد قـد تاهــت رؤاه
والخوف بـات يَشغله،يُطاردهُ،يحملــــهُ على أكـفّ الآه
كلما اشتـدّ به الأسى استمـدّ من دمـوع العين غِـــــذاه
وكلما رمـاه الشـــوق في ليل الحَيارى ..أنّ من شَجـاه
واحتراق الشوق قــــد تَعالـى..فيـالَ خوفي من لَظـــاه!
يرثـي ما ضاع من أمــــل،ويندُب حظّـــاً قـد جَفــــــــاه
كمن زرع المُنى تحت السحـــــاب لينعم بمـا قد جَنـــاه
يصارع الأقــــدار..وعَصف الُلبّ في أقصـى مُنتهـــــاه
فإذا بريح الخريف تأخـذه لآنٍ لن يؤون،لا ولـن يـــراه
فمتى ستُنصف الأقـدار ذاك الـذي تاهـت أمانيــهِ فَتـَــاه؟
فما زال ينتظـر النهـار علّـه يَرى مـن الفجـــر ضِيــــاه
وهل أبقى له الزمــان بعد الذي انقضـى حلـــوا يَـــراه؟!
فالورد قد غَفــا على أكـفّ الليل حيران،وقد جَفّ نَــداه. |