• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حوار مع القاضي قاسم العبودي .
                          • الكاتب : المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .

حوار مع القاضي قاسم العبودي

الباحث والقاضي قاسم العبودي  رئيس الادارة الانتخابية في مفوضية الانتخابات :
مشاركتنا في الانتخابات التونسية عكست رؤية الحكومة العراقية تجاه تعزيز دور العراق الديمقراطي مع محيطه العربي وكانت محل تقدير الاوساط السياسية والاجتماعية في تونس..

س : سيادة القاضي قاسم العبودي  الكاتب والباحث ورئيس الادارة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .. نرحب بك في هذه الجولة الحوارية .. ونبدأ بنشاطكم الأخير في تونس وقرار مجلس الوزراء الاخير في دعم الانتخابات التونسية ماديا وفنيا ؟

ج: شكرا لكم .. حياكم الله .. في الحقيقة نظرت الحكومة العراقية لتجربة تونس على انها امتداد للتحول الديمقراطي في عالمنا العربي لذلك انصب اهتمامها على ان يكون للعراق الجديد دور كبير في الممارسة الديمقراطية الناشئة في تونس  .. وادراكا من الحكومة لضرورة اعادة مكانة العراق في دعم القضايا العربية .. جاء قرار مجلس الوزراء في دعم أشقائنا في هذا البلد  بمبلغ مالي ، فضلا عن الايعاز  الى مفوضية الانتخابات بارسال وفد فني منها ايمانا منه بالدور الحيوي الذي تضطلع به المفوضية وخبرتها في مجال اجراء العمليات الانتخابية .. لذلك اوعز لها بتشكيل وفد فني لتقديم الافكار والمشورة لزملائنا في الهيئة العليا للانتخابات في تونس .. وغادر الوفد المؤلف مني ومن رئيس مجلس المفوضين السيد فرج الحيدري وعضوية عدد من المدراء العامين .. متوجها الى تونس يوم السبت الموافق للثاني والعشرين من شهر تشرين الاول الماضي .. والحقيقة اننا وجدنا هناك الترحيب والحفاوة البالغة من قبل المسؤولين وحققنا عملية تبادل خبروي عملي طيب .. وقمنا بدور اعتقد انه كان مثمرا في ابراز صورة العراق الجديد بما يحفل به من طاقات وخبرات واحساس عالي بالهم العربي المشترك.. ولايفوتنا في هذه الفرصة ان نسجل تقديرنا لجهود سعادة السفير العراقي في تونس السيد سعد الحياني الذي كان لجهوده المبذولة الأثر الكبير في نجاح الزيارة وتحقيق أهدافها.. كما لاننسى ايضا دور وزارة الخارجية التي قدمت توصياتها بهذا الخصوص.
 

س: طيب .. رائع .. سيادة القاضي العبودي هل نستنتج من كلامكم أن هناك تحولاً في رؤية الحكومة العراقية باتجاه دعم وتعزيز وجود العراق في محيطه العربي.. وان الحكومة كشفت عن هذا التوجه الجديد من خلال النموذج التونسي؟

ج : بالتأكيد هذه  الرؤية انبثقت من خلال التجربة العراقية وتعززت بوجود حكومة الشراكة الوطنية التي تسعى بشكل حثيث في ارساء وتقوية علاقات العراق الخارجية، لذلك نعتقد ان هذه الخطوة تشكل منعطفا في تمتين علاقات العراق الديمقراطي مع محيطه العربي .. ولاننسى  جهود مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية في  فتح اذرعها نحو دول العالم الاخر لابراز صورة العراق الناصعة الجديدة والعمل الدؤوب المتفاني لاعادة علاقات العراق مع المنظومة الدولية على الرغم من الصعوبات التي تواجه هذا العمل الكبير لان التركة ثقيلة وتاريخ العراق في الماضي القريب كان يعتمد في سياسته الخارجية على التخبط وسياسة الانفراد في القرارات ما تسبب ذلك في انعدام الثقة بالنظام الذي حكم العراق طيلة العقود الثلاثة التي سبقت التغيير..

س: طيب .. سيادة القاضي ماذا كان بالتحديد الدور الفني الذي مارسه وفد المفوضية وماهي أهمية حضورها هناك ؟
 
 
ج: تونس بلد عربي مهم وكبير يقدر عدد نفوسه باثني عشر مليون مواطن ، سبعة ملايين منهم يحق لهم الاقتراع .. وهذا عدد كبير له ثقله من الناحية الفنية والاجرائية ، ونسبة المشاركة في الانتخابات التونسية كانت مثالية حيث تجاوز عدد المقترعين 80%  في بعض الدوائر الانتخابية .. وهي أول انتخابات قررت تونس اجراءها بشكل حر وديمقراطي بعد رحيل النظام التونسي السابق وانتخاب مجلس تاسيسي وطني ، حيث تم انشاء هيئة عليا للانتخابات لتتنظيم وادارة هذا الحدث الانتخابي.. وهذا حدث كبير له صداه العربي والعالمي .. وهنا تكمن أهمية مشاركتنا كوفد يمثل الحكومة العراقية حاملاً خبرته الفنية ليضعها بين يدي أشقائه بكل مايتمكن وبإحساس عالي تجاه قضاياهم حيث أبدينا العديد من الآراء والمقترحات والافكار التي تخدم عملية الاقتراع في هذا اليوم التاريخي الذي يشهده الشعب التونسي وقدمنا الدعم والمشورة ليوم الانتخابات والايام التي شهدت عملية ادخال البيانات واعلان النتائج الرسمية .. كما التقينا بعدد من المسؤولين هناك وزرنا يوم الانتخابات سبعة من مراكز الاقتراع منها مركز للتصويت الخاص. وكانت مشاركتنا ومباحثاتنا واجتماعاتنا التي أجريناها مع المسؤولين في هيئة الانتخابات التونسية والآراء والمقترحات والافكار والمشورة التي أبدينا ها ليوم الانتخابات والايام التي أعقبته .. كانت محل تقدير وتثمين من الاوساط السياسية والاجتماعية التونسية للدور العراقي الداعم للتحول الديمقراطي في تونس .
  س : في سؤال مقارب لموضوع الحوار.. هذا الدور الذي مارستموه في هذه الانتخابات العربية المهمة في تونس والاصداء الطيبة التي اكتسبتموها .. هل كان للحكومة العراقية دور في تشكيها وتنمية قدراتكم الفنية؟
 
ج : في الحقيقة لابد ان نذكر للتاريخ ، تلك الجهود التي بُذلت من قبل الحكومة في دعم المفوضية خلال استعداداتها للعمليات الانتخابية الماضية وتحديدا موقف السيد رئيس الوزراء ، ولقاءاته المستمرة مع مجلس المفوضين واستماعه لكل المقترحات والافكار التي كانت تُطرح لايجاد ارضية يسيرة وسهلة لقيام المفوضية بعملها وتذليل العقبات التي تواجهها ، وهذا كان احد الروافد التي سهلت عمل المفوضية وساهمت في انجاح العمليات الانتخابية ، كما أسهمت في تنضيج وعينا العملياتي والفني وتشكيل منظومة خبرتنا في هذا المجال .. وبالتأكيد المفوضية لاتعمل  لوحدها او بمعزل عن الاخرين وانما  تحتاج الى جهود الجميع ودعمهم لها لكي تحقق المهنية والحيادية والنزاهة في عملها..
وهذا ما انتج لها السمعة الطيبة عربيا وعالميا ايضا تجلى ذلك واضحا من خلال الدعوات التي قُدمت لها في المشاركة بمراقبة انتخابات العديد من دول الوطن العربي والعالم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11015
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15