المحن والرزايا التي مرت بالعراق كثيرة وكبيرة وقد تركت كل واحدة منها اثرا سلبيا على خارطة الوطن اما جغرافيا او اجتماعيا او اقتصاديا ، ولعل بلدا اخر ليس فيه وتد من اوتاد الارض لساخت به الدنيا وانتهى واصبح اثرا بعد عين .
العراق ومنذ اكثر من اربعة عقود توالت عليه الازمات من كل جانب ومكان وقد اشترك في حياكتها القريب والبعيد وكان لجوار العراق الدور الكبير في فتح الابواب لادخال كل الشرور الى هذا البلد المظلوم ناهيك عن ابنائه الذين تفننوا في تدميره وتخريبه.
وللبلدان في مثل هذه الحالة بدائل او احتياطات او خطط طواريء او ما يسمى بالخطة باء التي تعد لتدارك الوضع ومعالجة المشكلات وحلحلة الازمات واحيانا تكون هناك حكومات حكيمة قادرة على مواجهة الاخطار والكوارث والحروب اذا ما حدثت ، الا ان كل مما سلف غير موجود في بلدنا الحبيب ولله الحمد فقد تعاقبت الحكومات وتعاونت على اهدار المال العام وتسابقت على احراز اكبر صفقات الفساد في التاريخ حتى وصل الامر الى احتياطي العراق من العملة لولا قدرة الله وتدخل البعض لكنا في خبر كان ولاصبحنا اليوم نستجدي الخبز والعتاد.
مرت ايام على العراق اصبح فيه يعيش منزلقا خطيرا تظافرت فيه مجموعة من الامور لتوصله الى حافة الهاوية وبضمنها بل تكاد تكون اهمها هو ان المتنفذين في الحكومة تركوا النبع الصافي في النجف الاشرف والذي يجب ان ينهلوا منه وراحوا يلهثون وراء هذا وذاك ظنا منهم انهم سيجدون النصح والاخلاص ، ولكن هيهات فمن يدير وجهه لمرجعية النجف الاشرف "لن تجد له وليا مرشدا" وهو ماجرى فعلا فقد تاهت الامة واختلط عليها الحابل بالنابل وعادوا لا يفرقون بين الناقة والجمل ، "لولا ان رأوا برهان ربهم" فقد اعاد هذا الشيخ الحكيم للناس رشدها وللامة صوابها ليعيد الامل الينا بعد ضاقت بنا السبل.
المرجعية هي كهفنا الذي نلوذ به عند الشداد وهي الخطة باء التي نلجأ لها عند النوازل وهي مصدر الفيض الالهي الذي لا ينضب فلنعد اليها فيعيدنا الله الى جادة الصواب او نتركها فيصب الله العذاب علينا صبا.
|