• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ملامح البعث العلماني في كتابات .
                          • الكاتب : قاسم محمد الجبوري .

ملامح البعث العلماني في كتابات

ملامح البعث العلماني في كتابات

الجزء الأول

 

قد لا يكون خافيا على كل متابع للشأن الثقافي و الإعلامي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق أن بقايا الدولة السابقة و التي كان يحكمها الحزب الواحد بقبضة حديدية قد شنت حملتها الإعلامية الواسعة و على شتى الأصعدة لإعادة الأمور إلى سابق عهدها و الذي كان فيه ثلة من أهل العراق يتنعمون بنعمه يتقلبون فيه فلهم الرتب العالية في الجيش و البعثات الدبلوماسية و الدراسية و الصفقات و العقود و الاحتكارات و الصادرات و الواردات و غير ذلك بينما قادوا الأكثرية من أبنائه إلى الجوع و المرض و المعارك و الصراعات الفارغة و اتخذوا من العنصرية الطائفية و من مغازلة الشعوب العربية أداة استغلوها أبشع استغلال ليحشدوا المواقف المالية و الإعلامية و العسكرية معهم , و ما كانوا مع علمانيتهم يغازلون السنة إلا كذبا فما كانوا ليعترفوا بدين و ما كانوا مع مصالحهم الضيقة الخاصة يغازلون القومية العربية إلا زورا و بهتانا , و كان احتلال الكويت هي الزلة التي سقطوا فيها فانكشف بعض قناعهم ليكشف للعالم العربي وجههم القبيح  و تسببوا في انقسام الشعوب العربية إلى جبهتين بين مؤيد و معارض و كنا نرى في ذلك الحين القذف و السب و الشتم الذين كان بين المجتمع الخليجي و المصري من جهة و المجتمع الفلسطيني و الأردني من جهة أخرى لأنهم كانوا يؤيدون العراق في غزوه للكويت حتى أدرك المؤيدون أنهم يسيرون خلف نظام فاشل سوف يسقط قريبا فأظهروا بمكر الندامة و جاؤوا و هم يطأطئون الرؤوس منحية أمام المال الخليجي و بعصا الساسة الأمريكان .

و بعد أن تمزق كيان هذا الحزب الخائب الذي لم يجر على البلد و المنطقة إلا الدمار و الخراب لم يكن في استطاعت بقاياه أن تعترف بخطاها أو تعتذر لهذا البلد و شعبه بل تغطرسوا في مكابرتهم المعروفة الفارغة الجوفاء التي تعلموها خلال عقود متوالية من السنين من إنكار الحقيقة و إن كانت هذه الحقيقة دبابة تقف خلف ظهورهم كما رأينا من وزير إعلامهم و قد عميت أبصارهم و غشيت بصائرهم و ما عاد لهم هدف إلا المضي قدما مسرعين بانتحار جماعي لأنهم ما عادوا يستطيعون الحياة إلا و أفواههم تتحلب من اللحوم و الدماء فقد أدمنوا القتل و شم عبق الدماء السائلة الطرية و مد لهم بعض أهل السلطة و المال يد الجريمة ليبعثوا فيهم الحياة فأسرعوا لحيازة الفضائيات و الجرائد و المجلات و المواقع الالكترونية ليبثوا سمومهم كما تعودوا ة يشوهوا الحقائق و يخلطوا الأوراق مستبيحين كل شيء من أجل الوصول إلى هدفهم الأسود المظلم ليعود السجان فيزرع حدود هذا البلد بالأشواك و الخنادق و النار ليجعله أكبر سجن في العالم كما كان يصنع من قبل ليتلذذ بممارسة ألوان صنوف التعذيب و المهانة لأبناء هذا البلد و يتشفى بالآهات و الأنين و قطع الرؤوس و فقأ الأعين و قطع الأذان و الوصم على الجباه كما كان يصنع .

و اجتمع حشد منهم في موقع كتابات تحت ذريعة حرية الرأي الذي ما كانوا يؤمنون به و لا يمارسونه و لا يسمحون لأحد بممارسته و كانت أقلامهم تسفه الأحلام و تضحك على العقول و تخلط الأوراق و تؤسس لبنى ما لها من أساس عقلي و لا شرعي و لا عرفي و صارت المغالطات تسود الكتابات و المبادئ تتغير مع تغير المصالح فاليوم يرفعون هذا إلى السماء ليمجدوه و غدا إن خالف مصلحتهم أنزلوه أرضا ليجلدوه .

و كان لهذا الإعلام المشوه ملامح واضحة لا تخفى على ذي لب صارت أوتارا بغيضة يعزفوا عليها لحنهم القبيح مرارا و تكرار و ينتشرون في وسائل الإعلام كما تنتشر الأبالسة فيظهروا لك بأشكال متنوعة و وجوه مختلفة في ظاهرها و لكن بنفس اللحن الذي يبعث الانقباض في النفس و الكدر و سنأتي على كشف هذه الملامح مع وضوحها لئلا تشتبه الصور على من تشتبه عليه و إن كنا نتقزز من رؤية هذه التشوهات أو سماع هذه الأصوات بلحنها النشاز لكن سنقوم بذلك مضطرين لنترجم بغضنا للقبح و الحقد الدفين بكشف وجهه لئلا يدعي الجمال و الطيبة و الخير بدموع التماسيح التي تلتهم ضحيتها و تخرج في الإعلام تتباكى عليها .  

 

قاسم محمد الجبوري

kassemgebr@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 04 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15