• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوطن أولا!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الوطن أولا!!

مهما كتب الكتاب ونادى المفكرون والغيارى فأن مفهوم الوطن أولا بقى مطمورا , وتقدمت عليه أولويات كانت قابعة في أقبية العصور الوسطى , فأمضى الوطن عقدا ونصف في مصادرة فتاكة لِما يشير إليه , حتى تدمرت مدنه ومُحقت شواهده الحضارية وقيمه الإجتماعية ولحمته الوطنية المتوارثة عبر العصور.

وبين ليلة وضحاها أصبح الخطاب وطنيا تماما ومعاصرا ومتفاعلا مع رؤية الزمن الذي نحن فيه , وكأن عاصفة قوية زعزعت أركان العقول والنفوس , وأيقظت النائمين من سباتهم الأجداثي الظلامي البهتاني السقيم!!

وفي حقيقة ما حصل أن القوة التي تأمر وتنهي أوجبت أن يكون الحال كذلك , فهي التي جاءت بمنطلقات الإهتمام بالمصالح الوطنية وحقوق المواطن هي من أهم أركان الإستقرار والسلام في العالم , وعلى ضوء ما تراه فأنه – يمكن القول – أمرت الأنظمة والحكومات لترجمة هذه الرؤية , والتفكير بمصالحها ومصالح مواطنيها أولا وقبل كل شيئ , ولهذا تحققت تفاعلات غير مسبوقة بين دول المنطقة , هي أقوى وأعمق تأثيرا من أية دعو وحدوية ساذجة نودي بها في القرن العشرين.

وإذا إستمر هذا النهج وإستوعبته الأنظمة وأدركت جوهره وفحواه , فأن المنطقة ستعيش بخير ورفاه وسلام , وتعاون إيجابي ما بين مجتمعاتها المقهورة بأنظمة الحكم التي تتسيد عليها , لكن البعض لا يزال بعيد الفهم أو قاصره ولا يمكنه أن يستوعب التغيير والتبدل , والإنطلاق من ظلمات الجحور والأنفاق وعفونة الأجداث ومستنقعات الظلال والبهتان , لأنه سيفقد مكتسباته الشخصية وتتضرر تجارته المربحة التي بضاعتها المغفلين , والمغرر بهم بإسم الفئويات والطائفيات والمذهبيات المقيتة.

ومن المهم أن تستوعب القوى الإقليمية المسار الجديد وتكون قوة إيجابية فيه , فلا تحسبه تهديدا لها أو عدوانا عليها , وتمضي في تسخير الذين لا يعترفون بالوطن والمواطنة , وتزويدهم بما يساهم بتدمير أوطانهم والإضرار بشعوبهم المغلوبة على أمرها.

والأمل أن ما يحصل من خطوات إيجابية تقاربية ما بين دول المنطقة الرئيسية , مقدمة لمسيرة تفاعلية إستثمارية إقتصادية ذات مردودات إيجابية نافعة لجميع المواطنية , وهادفة لتغليب المصالح الوطنية على أية مصلحة أخرى , وهذا يستدعي قدرات سياسية ذات مهارات معاصرة وحذاقة فائقة.

فهل أن للوجيع محطة إنتهاء؟!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=109097
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16