كيف تعامل السّنة مع رئيسهم ألقذافي السّـني(أمير المؤمنين) و كيف تعامل الشيعة مع رئيسهم السنيّ صدام(ألخليفة الخامس) .. هذا مع الفوارق الكبيرة بين ما فعله صدام من الأجرام بحق العراق و الأمة و بين ما فعله القذافي .. و يكاد يكون جرائم آلقذافي بآلقياس مع جرائم صدام لا شيئ؟
في ليبيا تعامل السّنة السلفيّة مع القذافي رغم كونه سنّياً و بعد إلقاء القبض عليه بنفس الطريقة التي تمّ إلقاء القبض على صدام ؛ لكن مع فارق كبير حيث لا محاكمة و لا إحترام و لا أدب .. بل وضعوا العصي في دبره و قتلوه بعد أنْ عذّبوه و رموه في البحر, جرى كلّ هذا من قبل من يدّعون سنّة رسول الله(ص)(أهل السنة و الجماعة).
و آلآن قارن كيف تعامل الشيعة مع رئيسهم البعثي السّني و الذي أنكل بآلشيعة حتى ملء آلعراق قبوراً و مآسياً؟ لكنهم سمحوا له بعد آلأسر بتوكيل محامين من كلّ العالم, و جرى لهُ محاكمة عادلة و شفافة, بل كان يتجاوز على القانون أحيانا و يسب و يشتم بسبب ثقافته المنحطة, تمّ تلقينه من قبل شيخه قبل الأعدام , كتب الوصية, تناول أفضل الوجبات الغذائية داخل السجن, مع وجود آلتكييف, غرفة مع سرير و إمكانيات, تسليم الجثة لعشيرته, دفن في منطقته بعد نقله في هيليكوبتر, إقاموا له الفواتح, بناء قبة فوق قبره .. وو ..إلخ, أما القذافي فقد تعامل معه أدعياء السنة و الجماعة بأبشع صورة بربرية, حتى لم يُعرف له قبر. و لا يسعنا سوى القول :
هذا هو الفرق الكبير بين ثقافة آلطائفتين؛ (السّنة) و (الشّيعة) و شتّان؛
بين من ينتمي لأهل بيت الرسول(ص) الطاهرين ألمظلومين من الشيعة ..
و بين من ينتمي لمن هم مشكوك أصلاً حتى في إسلامهم و سيرتهم و مواقفهم, و نقول لهم كما قال الشاعر:
ملكنا فكان العفو منّا سجيّةً .. و لمّا مَلكْتم سال بآلدّم أبطحا
و للمسلم و لكلّ مُتابع منصف شريف أنْ يُحدّد بعد هذا؛ من هو الطّائفي و العنصريّ و آلمُتعصّب:
(ألسّني) أم (الشّيعي)؟
عزيز الخزرجي
|