حتى وانا اكتب في هذا الموضوع اجد ضرورة لمراجعة (معلوماتي) و(نظام عقلي) والمرتكزات التي استدل بها في العمل والتفكير فأحاول استبعاد الواعظ في الخطاب الى الاخر المتلقي لأنني في كل ثانية احسب ان العالم يشهد مجموعة لامتناهية من المعلومات والاكتشافات والإضافات الى جانب إهمال مالم يعد صالحا للتداول فالعالم لم يعد كتلة مبنية على الثوابت أو ساكنا بل هو جزء من كوّن زاخر بالانظمة ومشفراتها تعمل للحفاظ على ديمومة ماتعارفنا على تسميته الحياة !
فالمتلقي بدءا بالذي يتعلم القراءة والكتابة توا الى البروفسور والى من غدا يؤدي دور المسؤول يتمتع بدينامية تتجاوز حدوده نحو آفاق اكثر رحابة ومعرفة وانا لا اكتشف جديدا في هذا السياق بل ألفت النظر الى برامج وتعاليم وطرق لن تسمح لنا الا بالاصغاء والانتباه لكل صوت وتجربة وفكرة تؤدي الى اغناء التجربة الكلية للمجتمع وللحياة البشرية .
فالمتلقي ليس الا طاقة علينا ان نمنحها شرعية تجاوز ما الفته واعتادت عليه. فالعالم لا يتكون من ابعاد راسخة كالطول والعرض والعمق والزمن .. الخ بل اصبح يتمتع بتدشينات تواكب التقدم التقني والفني للعلوم والأكثر تلبية ومواكبة للضروريات وللحريات معا .
لكن الذي يتصدى للإضافات بالضرورة سينشغل بمبدأ انه لن يغامر بل يعمل بأكثر الأدوات تطورا ومعرفة في الارتقاء ببرامجه وسلوكه وافكاره في عمليات البناء الحضاري .
فصانع الخطاب لايتعلم من تلقاء نفسه ولن يكتفي بالذهاب بعيدا في الحقول النادرة بل عليه ليس أمرا بل نسقا في الارتقاء والمعالجة ان يصغي ويتأمل ويدرس مجموع التجارب الجارية في المجتمع المحلي وفِي المجتمعات الاخرى خاصة الأكثر تقدما في حقول العلوم والحريات ففي سلم الدرجات العلمية ثمة هذا المشترك بين من هو في المقدمة وبين من يسعى الى التقدم خطوة خطوة لأداء دوره الإنساني اخلاقيا ومعرفة في حماية المكتسبات .
ان المتلقي هنا لن يصغي الى صانعي الخطاب وهم يكتفون بالوعود أو بأعادة البديهيات بل ينتظر منهم انطلاق من شرعية المثابرة والتجديد كي يسهم بجعل المجتمع اكثر قدرة على تحويل العشوائية الى نظام ومعالجة أسباب التقهقر والارتداد والتدهور كأنتشار الفساد والرياء والتزوير في التطبيقات الخلاقة لصالح كيانات اكثر قدرة على تأسيس المشروعات النافعة والجديدة والخلاقة .
|