بداية اود أن أذكركم ببعض من صفات وافعال الحكام العرب وهم على كرسي الحكم .. مساكين هؤلاء اصابتهم داء العظمة .
* بكل تأكيد لم نسمع أو نقرأ أن أحدا ً من الرؤساء جاؤا عن طريق غير طريق الأنقلابات الدموية , وقاموا بقتل أو أعدام كل من كانوا في السلطة من الرؤساء والحاشية والوزراء وصولا ً الى ساعي البريد . يعني أي منهم لم يأتوا عبر صناديق الأنتخابات . والمثير للضحك أن البعض أعلن الأنقلاب على الملكية وتحولت الدولة الى الدستور والجمهورية لكن توالت العائلة واحدة تلو الأخر . فكيف بالدول الملكية ؟
* كل من وصل الى كرسي الحكم كان يبدأ بالوعود والنهضة والتقدم واعادة الديمقراطية والحرية للدولة , وأعادة الهيبة للدولة , وتعديل الرواتب والوظائف , والتحاور مع المعارضة , واعادة كتابة الدستور .. والخ من الأحلام الوردية .
* بعد فترة وجيزة , تبدأ الأعدامات والأعتقالات , وأضطهاد الشعب , والحكم بالنار والحديد , ومحاربة الديمقراطية والحرية . والتحرش بدول الجوار وتصدير المشاكل الداخلية للخارج .
* الرؤساء والحكام هم أولاد العم سام ويعملون سوية تحت الطاولة , عملاء وخونة , وفي العلن يشتمون ويتهمون أسيادهم بالأستعمار والصهيونية .
بعد الثورة النرجسية للشهيد محمد البوعزيزي في تونس , هذا الشهيد الذي كان سببا ً رئيسا ً في أندلاع شرارة الثورات العربية وسقوط الأنظمة واحدة تلو الأخر , وكل واحدة بشكل مغاير . بدء ً بهروب بن علي وأنتهاء ً بمقتل القذافي يوم أمس . خرجنا بدروس ان الشعوب في المنطقة لم يعودوا جبناء وساكتين عن الحق والعدالة والعيش بحرية .
هؤلاء الحكام في الدول العربية طبقوا كلمة الدكتاتورية بكل معنى الكلمة وأضطهدوا الشعوب الى أقسى درجة , ولم يرحموا الأمهات والأباء , ولم يشفع بكاء الأولاد والزوجات , واعدموا الألوف من الرجال وخيرة شباب الأمة , من دون محاكمات أصولية أو الأستماع لهم . ولم يعرفوا معنى كلمة الحرام والقتل , والأبادة , ولم يحسبوا حساب للأيتام والأرامل .
لكن سبحان الله عندما يحين ساعتهم ويثار الشعب , ويقعوا تحت طائلة وقبضة الشعوب المغدوره يتوسلون ويبكون , ومثال على ذلك , وأنا ارى لقطات من أخر لحظات حياة الدكتاتور القذافي , وهو يتلقى الضربات من الثوار وهو يقول حرام الذي تعملوه ؟؟ , أنا ابوكم ؟ أنا الرئيس ؟ . رغم انه اعدم الألوف ولم يعرف كلمة الحرام , وحكم هو واولاده دولة ليبـيا 42 سنة بالنار والحديد وجمعوا أكثر من 130 مليار دولار .
ليكن مصير صدام والقذافي وبن علي وحسني مبارك , درسا ً للأخرين ويتعلموا . ويعرفوا أن الظلم لاتدوم للأخير . ومهما ظلموا وأعدموا وقتلوا , في النهائية مصيرهم مصير هؤلاء . وكل من لايعمل للدولة والشعب فليترك الكرسي قبل المصير المؤلم . أو يبقى وينقذ نفسه باعادة النظر في القوانين والمؤسسات الأمنية والقمعية .
النقطة المهمة مطالبة الأمم المتحدة بتحقيق عادل ومنفصل حول عملية اعتقال وقتل الدكتاتور القذافي , لكن لم يطالب طوال أكثر من اربعة عقود بالتحقيق في قتل واعدام الألوف من الآبرياء في ليبيا . ولحد الأن لم يتحركوا ضد القمع والقتل في سوريا واليمن ودول أخرى ؟ فلماذا الكيل بمكيالين من مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ؟ هل فاقوا من النوم وتذكروا حق الأنسانية بمقتل القذافي ؟ إذا كان القذافي قتل بطلقة في الرأس فأن المقتول أذاب الألوف الأبرياء في أحواض التيزاب ودفن الألوف وهم أحياء .
ليتعلم الرؤساء من الأحداث الأخيرة , ويتعلموا من ثقافة دول أوروبا , كيف أن الرئيس يتنحى من خلال أنتهاء مدة حكمه , وتسليم الكرسي الى الأخرين عبر صناديق الأقتراع . ويتعلموا الديمقراطية والحرية من تلك الدول , وكيف أنهم يحاولون بكل الطرق خدمة الشعوب وتوفير مقومات الحياة والأنسانية .
كفانا حكم الدكتاتورية , والقتل والأضطهاد والقمع . وليتعلم رجال الساسة الجدد من بعد الثورات في العراق وتونس وليبيا ومصر وقريبا سوريا واليمن والسودان ودول اخرى , أن الفرصة أتية للعيش في الأمان والسلام وأنتخاب من هم الأجدر في الجلوس من جديد على كرسي الحكم .
|