أكد الباحث العراقي الدكتور نضير الخزرجي أن المهجر فسح المجال للمهاجرين والمغتربين لإكمال الدراسة الجامعية ومواصلة الدراسات العليا رغم المعاناة غير القليلة التي يواجها المهاجر بخاصة أولئك الذين في عهدتهم أسر يتولون رعاية شؤونها بالمباشرة كزوجة وأولاد أو بغير المباشرة من أقرباء وأصدقاء ينتظرون منهم كل خير على بعد المسافات، إلى جانب نشاطات أخرى ثقافية وسياسية على علاقة بالبلد الأم.
جاء ذلك في حوار أجرته قناة الفرات الفضائية مع الأستاذ في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية الدكتور نضير الخزرجي في إطار الإحتفال الذي أقامته إدارة الجامعة في المركز الإسلامي بلندن بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيسها يوم الجمعة 14/10/2011م، مؤكدا أن على المهاجر إجادة فن سرقة الزمن واستثماره من أجل مواصلة الدراسة خدمة لنفسه وإفادة لمجتمعه وبلده، رافضا أعذار البعض ومبرراتهم بأن التزامات العمل والأسرة تمنع المهاجر من الدراسة، وبخاصة في المملكة المتحدة التي احتضنت أول جامعة إسلامية في بلد أوروبي فتحت أبوابها لكل الدارسين من كل الجنسيات والمذاهب الإسلامية وتخرج منها المئات من الطلبة في مستويات الدراسة الجامعية (البكالوريوس) والدراسة العالية (الماجستير) والدراسة العليا (الدكتوراه) وذلك لإيمان مؤسسها الفقيد الدكتور محمد علي الشهرستاني المتوفى عام 2011م بأهمية استيعاب المهاجرين على طريق خلق شخصيات علمية واعية لها القدرة على مواجهة التحديات ومواكبة قافلة الحضارة وقيادتها.
وأشار الخزرجي إلى قوة الدراسة في الجامعة العالمية ورصانة أبحاثها بفضل قوة الدراسة ومنهجيتها في كلياتها الثلاث: الشريعة، والقانون، واللغة العربية، والجهود العلمية العالية لعمادة الدراسات العليا، ناقلا عن أستاذه الفقيه والأكاديمي آية الله الدكتور السيد فاضل الحسيني الميلاني قوله: (إن خبرتي في الدراسة والتدريس الحوزوي والأكاديمي قدمت لي قناعة تامة أن أربع سنوات من الدراسة المباشرة في كلية الشريعة تعد من القوة والرصانة بما تعادل ثمان سنوات من الدراسة الحوزوية في النجف الأشرف).
وتحدث في المهرجان الأكاديمي بعد آيات من القرآن الكريم تلاها المقرئ السيد جعفر الموسوي، كلا من المهندس الدكتور إحسان الشهرستاني رئيس الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، والأديب الدكتور إبراهيم العاتي عميد الدراسات العليا، والفقيه الدكتور فاضل الحسيني الميلاني نائب رئيس الجامعة عميد كلية الشريعة، والعلامة السيد مرتضى الكشميري ممثل المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، والحقوقي الدكتور عثمان علي ميران بك المندوب السابق للجامعة في إقليم كردستان العراق الذي أدار المهرجان، والدكتور محمد عامر مدير مؤسسة التراث الإسلامي في برلين بألمانيا.
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي فيه توصيات تعليمية وإرشادات كان قد ألقاها المؤسس الراحل على الهيئتين العلمية والإدارية عام 2005م، كما تخلله قصيدة بالمناسبة لللدكتور إبراهيم العاتي، كما ألقى فضيلة الشيخ حسن التريكي كلمة باسم طلبة الدراسة الجامعية المباشرة، فيما ألقت السيدة أنفال الموسوي الطالبة في كلية اللغة العربية كلمة باسم طلبة الدراسة الجامعية غير المباشرة أشارت فيها إلى عدد من النشاطات والفعاليات الثقافية والعلمية للجامعة من قبيل جريدة "الجامعة الإسلامية" التي يدير تحريرها الأستاذ مصطفى الدسوقي، والمجلة الفصلية "الجامعة الإسلامية" التي سيُستأنف إصدارها مع نهاية العام 2011م.
وفي نهاية الإحتفال الخطابي قدّم الدكتور إحسان الشهرستاني دروعا تكريمية وشهادات تقديرية للأساتذة والطلبة والطالبات عرفانا بالجميل للكادر التدريسي وتشجيعا للطلبة وحثهم على إكمال الدراسات العليا.
ويذكر أن الدكتور نضير الخزرجي يعتبر أول طالب في دفعته في كلية الشريعة ينال بعد البكالوريوس شهادتي الماجستير والدكتوراه في مجال الفقه السياسي من الجامعة نفسها، فضلا عن نيل شهادة الدبلوم العالي من جامعة لندن في الشريعة والتاريخ الإسلامي، وهو بالإضافة إلى عمله الأكاديمي يمارس دوره كباحث مشارك في دائرة المعارف الحسينية.
وعبّر الخزرجي في ختام حديثه مع قناة الفرات الفضائية عن كبير امتنانه للجامعة العالمية التي فتحت له ولغيره من الطلبة والطالبات سبيل الدراسة، داعيا أقرانه في بريطانيا وخارجها إلى إغتنام الفرص لأنها تمر مر السحاب.
alrayalakhar@hotmail.co.uk
|