• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ولنا في الغدير عبرة  .
                          • الكاتب : هادي الدعمي .

ولنا في الغدير عبرة 

في كل مناسبة لنا وقفة تأمل لأحداث مرت وجرت مع كل حدث عبر الزمان منها خلد ومنها ذهب مع هبوب الرياح ، ولكل حدث كيفية خاصة للتعامل معه ، وجدت مناسبة الغدير عند النبي ( ص) هي من اقف عندها خجلا عندما اتمعن جيدا بمضمونه عند كلمة ( الولاية ) وماتعني لنا هذه الكلمة ، وفي يومه نتزاور بيننا لتقديم التهاني بل هو العيد الأكبر عند المسلمين ، ولا أقصد كل المسلمين ، ليتها تكون نقطة بداية لانطلاقة جديدة لتغير مسير حياتنا اليوم ، لأنها تجديد بيعة أرادها النبي ( ص) من كل المسلمين ولم يختص في وقتها لفرقة دون أخرى، رغم أن النفوس تحمل اختلافات في القيم والثوابت واختلاف حتى في النظرة للاسلام والنبي واهل البيت (ع) ، لذا نرى المؤرخين سجلوا محطتين بارزتين على امتداد تاريخ الأمة الإسلامية، وهما ( بيعة الغدير ) و( بيعة السقيفة ) فكان لهذين الحدثين أثرهما وامتداهما الفكري والسياسي والحضاري في مسار الأمة، ومن هنا انطلق خطان فكريان سياسيان : خط أهل البيت ومن تبعهم ووالاهم ، وخط آخر التزمه فريق ثان من المسلمين ، انطلق الأول من ( غدير خم )  ليجري في عمق الحياة الإسلامية، وندفع الثاني من ( السقيفة ) ليسير إلى  جنبه يهادنه تارة ويتقاطع معه تارة أخرى، فتشهد الأمة حالات صراع فكري وسياسي حينا وصراع دموي مؤسف حينا آخر، السقيفة اصطلح عليها المنظرون فيما بعد بنظرية ( الشورى ) وهي التي ولدت من السقيفة ، وانتهت إلى الرضا بالملك الوراثي وانتزاع السلطة بالقهر ، ونظرية ( النص ) التي أعلن بيانها النبي (ص) في بيان نبوي يوم الغدير لتكون التفسير الشرعي الاستحقاق الإمامة والولاية بعد الرسول (ص) ، وحوادث السقيفة وقائعها لم تنلها محاولات التحريف والاخفاء من حيث وقوعها والنتائج التي خرج بها المجتمعون تحت ذلك السقف ، فقد دعمتها السلطة على تعاقب اجيالها ، حتى تحولت من شورى إلى وراثه ......؛ أما بيعة الغدير واجهة مشكلتين أساسيتين هما :-

١. مشكلة الإخفاء والتعتيم عليها من قبل البعض ..

٢. مشكلة تفسيرها تفسيرا لايتطابق وما حوته هذه الحادثة الخالدة من دلالة النص والقرينة .

لا أريد الخوض كثيرا في هذا الباب ، ونحن اليوم نحمل قضية أمة رحل النبي (ص) عنها بعد أن اتم تبليغ رسالته بكل أمانة قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ﴾ . ( سورة المائدة ٣) رحل النبي وترك في الأمة قيادات روحية تاخذ بأيديهم إلى شاطئ الامان ، اذا ما اختلف أبناء الأمة في أمر ما ! كما ترك فيهم قران فيه كلام الله ودستور وهادي ونذير وبشير ، وفي  لحظات حياته الأخيرة قال ( ص) : ( أني أوشك أن أدعى فأجيب ، واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض.... .. فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟ سؤال غريب وعجيب ، ولا اعلم ماذا تقول هذه الأمة عند لقائها بنبيها يوم لارجعة ولا حياة ، نستذكر علي عليه السلام من خلال معرفتنا بعلي معرفة الواعي الدارك لمفاهيم وسلوك علي عليه السلام، نستذكر علي وفينا من يظلم ويقتل ويسب ويشتم بعضنا البعض ، استذكار علي عليه السلام واستحضار قيمه بإخلاص، هذا الاستذكار هو من ينير لنا طريق الهداية بهذا البلد الجريح إلى بر الأمان، لنستحضر علي عليه السلام في بناء أمة واحدة وشعب واحد بحكمة واعية تبداء من محاربة الفساد ، ونبذ الطائفية ، وبناء بلد خالي من النفاق والخيانة ونبذ الفاسدين من بيننا ، وكل غدير ونحن متمسكين فيما بيننا متحابين ، في يوم الغدير ان نعلنها كلمة ولاء إلى أمامنا علي عليه السلام، و بيعة خالصة له ، والتمسك بمراجعنا لأنهم هم سبل الوصول إلى سفينة أهل البيت عليهم السلام.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103512
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15