كلمة لن تنسى لإمام الشهادة عليه السلام .... قالها يوم العاشر من المحرم مخاطبا الزمرة الباغية التي طغت بغيها متبوئة مقعد الانسلاخ من جنس الإنسانية بارتدائها للباس الحيونة والتطبع بطباع الغابة التي لا تعكس إلا حقيقة هؤلاء المسخ .
إن ما نستوحيه من كلمة الإمام هو تحديد لأطروحة علمية مفادها :أن الإنسان ملزم في أن يتخلق بخلق التشريعات السماوية التي رسمت له خارطة طريق الوصول إلى بوابة الصراط المستقيم ، والولوج منها لتجسيد المثل العليا التي مؤداها رضا الله سبحانه وتعالى .
فمن لم يحرز سلامة فكره بادراك الشريعة المقدسة وما تحمله من معطيات فكرية وعقائدية ، فالإمام قد حدد منهجا جديدا أنموذجا هو احترام الانتماء للجنس البشري وما يترتب عليه من آثار تحتم عليه أن يتخلق بخلق القيم الأخلاقية والمعاير الاجتماعية المعتدلة والسجايا الإنسانية السامية التي يقرها العقل والمنطق الوجدان ، التي تفيض بطبيعتها عليه بسجايا خلقية لا تتنافى في أغلب الأحيان مع النواميس السماوية ، مما تمنحه هوية الإنسان الحر الذي يسعى لكسر قيود الاستسلام للغرائز ، والإطلالة على نافذة الحرية بالوقوف عند نواميسها الأخلاقية التي لا يُختلف عليها كــل ذي لب .
هذه هي رسالة الإمام عليه السلام : إن لم يكن لكم دين من قيم وأخلاق تمتثلون إليها ، فكونوا بشرا لا شرا ، وكونوا أحرارا كما خلقكم الله تعالى.
طلال فائق الكمالي
|